لاحظوا يا إخواني أنا لا أتكلم في الاستنساخ وفي كل ما قيل إنه استنساخ، أتكلم في نوعين فقط بالنسبة للحيوان والنبات، الاستنساخ الذي يدخل في الهندسة الوراثية لا أريد أن أتكلم فيه فهذا أمر أولا تكلم فيه الجمعية الإسلامية للعلوم الطبية، تكلمت في سنة 1983، والأمر بالنسبة لي خفي وهذا يمنعني الكلام فيه، لكن أنا أقصر كلامي على المسألتين وهما الأخذ من خلية مخصبة مجموعة أجنة توائم أو من نواة خلية جسدية.
الصورة الثالثة: في استنساخ البشر، استنساخ البشر فيه صور حكمها لا يخفى في نظري وأنتم تقدرون هذا.
الحالة الأولى: استنساخ خارج نطاق الزوجية، يعني جارة ما عندها ولد تقول لجارها: أعطني نواة من جسدك أو حيوان منوي، وأخذه إلى المختبر وإدخاله في بييضة منها أو من غيرها، هذه صورة، أو طلب خلية جسدية أو طلب رحم مستأجر أو رحم متبرعات، الدولة مثلًا تريد تكوين جيش من الرجل الفلاني يقول أعطونا ألف امرأة متبرعة أو ألفين كل واحدة منهن تعطينا بييضة، وكل واحدة نودع في رحمها من جسد فلان ذلك وخارج نطاق الزوجية، هل في هذا توقف؟ سيخرج هؤلاء وليس لهم أب معروف ولا أقارب معروفين، ولا أسر تحتضنهم، إنما هم أناس يكادون كالحيوانات وهذا يكثر ظاهرة اليتم في المجتمع، اليتم ظاهرة هائلة المردود على نفسية الأطفال وعلى الدولة في تكاليف الرعاية الاجتماعية، ومفاسدها لا تخفى على أحد من الحاضرين - في تصوري – بتاتًا ولا أحد من أهل العلم.
فإذن نحن لو اتخذنا هذا القرار فقط يكفينا ويحطم كل ما يتطلع إليه الأوروبيون الدين لا يبالون بالعلاقات الأسرية، هذا أمر معروف وهذا أمر عندهم سهل وهين، نحن عندنا أمر عظيم أن يوجد إنسان بلا أب، إذا مات أبوه فهذا من قدر الله ويعطف عليه الآخرون، لكن أن يوجد إنسان ليس له أب وليس له أسرة ولا رابطة أسرية تحميه وتحفظه وتنشئه حتى ينشأ بشرًا سويًّا، هل أحد من الحاضرين يقبل هذا؟ أنا أستبعد أن يكون هناك أحد من الأخوة الحاضرين يقبل أن يوجد استنساخ خارج نطاق الزوجية، فهذا أيضًا متروك للإخوان إذا أمكن أن يتخذ فيه قرار، لو اتخذنا هذا القرار وحده لكفى.