أنا أذكر التقيت بعدد من المتابعين لهذا الموضوع، وأحد كبار الأطباء كان يقول: هذا شبه مستحيل. إذن لماذا نحن ننشغل في قضية بعض مختصيها يقولون بأن هذا الأمر شبه مستحيل؟ ونحن ما زلنا في البدايات، حتى أخانا الدكتور حسان هنا في بحثه يقول بأنه ستمر فترة طويلة في إطار التجريب في الحيوان وللوصول إلى بعض القناعات، ثم بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة التجريب في إطار الخلايا الإنسانية، ولا ندري ما هي الحواجز التي سيصطدم بها هؤلاء الأطباء، وبالتالي كيف يكون المستقبل؛ لذلك إذا أردنا أن نرسم دورًا لمجمعنا في هذا المجال يعني يمكن أن يركز في هذه المرحلة على التحذير من مغبة الدخول في هذه الأبحاث التي ليس لها ضوابط خلقية وقد يحركها الربح أو الإثارة أو نوع من الرغبة في تحطيم المجتمع الإنساني، لأنه نعلم أن هنالك قوى كثيرة في هذا المجتمع تحرص لسبب أو لآخر على إفساده.

فالتركيز في هذه المرحلة على ضوابط البحث العلمي في مجالات الهندسة الوراثية وعمليات الاستنساخ المحدودة سواء كانت في النبات أو في الحيوان عملية مهمة ليكون هنالك نوع من التوضيح لأخطار التلاعب في ما خلق الله - جل وعلا - وبالتالي حاولت إخراجها عن الغاية التي من أجلها خلقت، والذي أشار إليه القرآن كما تعلمون أن دور الشيطان دور باستمرار يدعو إلى تغيير خلق الله جل وعلا وتغيير خلق الله صوره متعددة ومتنوعة، وإذا نجحت بعض الصور التي شرحت واضح الأخطار التي ستمس المجتمع الإنساني.

لكن بعض القوى الآن تروج لمثل هذه الأبحاث محاولة الوصول إلى موضوع التشكيك العقدي، هنا لا بد أن نكون واضحين في أن نبين أن هذه القضايا كلها مهما تقدمت هي في إطار ما خلق الله جلا وعلا، ومحاولتها لاستخدام ما خلق الله جل وعلا من قوانين، إما استخدامًا حسنًا أو استخدامًا قبيحًا، لكن ليست خلقًا آخر غير خلق الله جل وعلا، وبالتالي قضية العقيدة لا تمس وقضية الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لا تمس، وإنما كلها محاولات تغيير لخلق الله جل وعلا في إطارها السيئ، وفي إطارها الحسن محاولة للاستفادة مما خلق الله جل وعلا ومما أودع من قوانين لوقف بعض ما يتهدد الإنسان من أمراضٍ أو من مشكلات أو محاولات التحسين أو غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015