الشيخ عبد السلام العبادي:
بسم الله الرحمن الرحيم
يعني الناظر فيما قدم من بحوث وما سمعنا من تعلقيات يستنتج في إطار الحديث الواسع الذي تم في هذا الموضوع في خلال السنتين الأخيرتين أن هنالك تهويلًا كبيرًا أحاط هذا الموضوع، وبحيث أعطينا مجالًا واسعًا أو أطلقنا العنان لهذا الخيال أن يفترض افتراضات واسعة خرجت من إطار البحث العلمي، لذلك رأينا أن كثيرًا من البحوث والتعليقات قد انصبت على افتراض حدوث الاستنساخ بالمعنى الواسع من أن هنالك نسخًا بشرية سيجري إنتاجها وستنشغل المصانع باستحداث هذه النسخ البشرية، وبالتالي ذهب خيالنا يتصور ما هي الأحكام الشرعية التي ستضبط هذا الأمر؟ وهل نقول بالتحريم أو التحليل أو بغير ذلك؟
إخوتي الكرام، الواقع حتى البحوث الطبية التي أمامنا مع احترامي للجهد الكبير الذي بذل فيها ما زالت الصورة أمام الفقهاء ليست واضحة، أين وصلنا في هذا المجال في إطار البحث العلمي؟ بمعنى لا بد في الواقع من تقويم هذه البدايات التي وصلنا إليها في إطار البحث العلمي على طريق ما تخيله خيالنا وما تصورته عقولنا، الذي لاحظ أجهزة الإعلام في الفترة الأخيرة، لاحظ كيف أن صدور بعض الصفحات قد ملئت بصورة مكررة مثل هتلر أو مثل الممثل الفلاني وبات العامة يتوقعون أنه بين لحظة وأخرى سنرى إنتاجًا بشريًّا بهذا الخصوص.
إخواننا الأطباء أشاروا في بعض مداخلاتهم في موضوع البحث العلمي وما يتحقق من نفع في هذا المجال، وهذا شيء يشكر لهم ويقدر، لكن في القضايا الفقهية لا بد من تصور دقيق للأمر، ثم السؤال عن حكمه في أي جزئية من الجزيئات التي طرحت، حتى في موضوع البحوث الطبية الآن في مقاومة بعض الأمراض مثل مرض السرطان أو في إنتاج بعض الأدوية أو في نوافع بعض البحوث في الهندسة الوراثية أو في الآثار التي تحدث نتيجة اختلال في الإنجاب لضعف في البنية عند الزوج أو الزوجة، أو في موضوع عوامل المناعة، لا بد من أن نسأل سؤالًا محددًا، لا أن نضع عنوانًا كبيرًا ثم بعد ذلك يقال لنا إن بعضه في طريقه للإنجاز وبعضه لا يتحقق.