الشيخ فيصل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة أشكر الدكتور البار على هذا الإيضاح الجيد، ولكنه جزاه الله خيرًا على الخاتمة الجيدة التي أحببت أن أنطلق منها.

الاستنساخ إذا كان بدأ بالنبات ثم بالحيوان، والآن يريدون أن يطبقونه على الإنسان، السؤال: هل الإنسان ينطبق عليه ما ينطبق على الكائنات الحية الأخرى؟ القياس كما ذكر الدكتور ناجي أن القياس مردود بقول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} فالذي نستنتجه من هذه الآية؛ بم فضل الله الإنسان؟ فضله بالعقل، ولذلك كلف بالعبادة والواجبات، وإذا أخذ الله ما وهب أسقط ما وجب.

قد لا أشك أن في استطاعة علماء الهندسة الوراثية وغيرهم أن يصلوا إلى استنساخ بشر مماثل باتباع القوانين الإلهية التي هداهم الله إليها، وليس في ذلك خلق، ولكني أتوقف في أنهم يستطيعون أن يكون هذا المستنسخ إنسان كامل العقل، لأنهم بنوا نظريتهم على نجح في النبات والحيوان، ولكن الإنسان يختلف عنهما، فلا نستطيع أن نقول ما نجح في النبات والحيوان يمكن أن ينطبق على الإنسان، فالقياس مردود، فضل الله الإنسان بالعقل على جميع الكائنات الحية.

ومما أثر عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما سئل عن عدم شربه للخمر، فقال: " ما رأيت شيئًا يذهب كله ويعود كله ". فعلمت بعد ذلك أن استخدام الخمر والمخدرات يقتل بعض الخلايا في المخ فلا تعود هذه الخلايا.

فقبل أن نتكلم في موضوع استنساخ إنسان كامل هل يستطيع الأطباء أن يعيدوا للمخ خلاياه التي ماتت؟ ولذلك يموت المخ، فيقول الأطباء هذا مات أو توفي دماغيًّا وهو لا زال حيًّا ينبض قلبه، فأنا أخشى أن الاستنساخ لأجسام بدون عقول فلا يكون فائدة منها، ولا يمكن ظهور ذلك في النبات والحيوان لأن الإنسان فضله الله بالعقل دون غيره، وما قيمة إنسان مخلوق بدون عقل؟ ولقد ظهر في جنون البقر وكذلك في نقل الأعضاء، عندما ينقل القلب الآن والعين والكبد والبنكرياس ولكن لم نسمع أن عقلًا نقل إلى عقل إنسان آخر أو مكان عقل آخر، فأنا هذا الذي يستوقفني وأتحفظ أنه لا يمكن، قد يكون هناك استنساخ لأجسام وأجرام ولكن لا يكون استنساخًا لعقول بشرية، لأنهم عجزوا الآن في هذا الوقت مع التقدم التقني والتكنولوجي والطبي أن يعيدوا بعض خلايا المخ أو ما يحصل لأمراض المخ.

وشكرًا لكم. . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015