حينئذ استنساخ الإنسان، كلمة الاستنساخ معناها أخذ النسخة لا تدل على المطابقة، وهو أمر مجزوم به، فنحن عندما نستنسخ ورقة على ماكينة التصوير نجد أنها ملوثة، زيادة على أن ما يقوله العلماء - والعهدة عليهم - أن الفارق الزمني في تنشيط الخلية، الخلية التي ننطلق منها في تكوين الحيوان والخلية التي ننطلق منها في تكوين الإنسان إن حدث أننا سنستنسخ الإنسان، أقول إن الفارق الزمني هو كثير لأننا عندما نلقح البييضة، فإن القيادة في تسيير حياة الخلية الملقحة تكون للحامض النووي وللسيتوبلازم، هذه القيادة تستمر إلى الانقسام الرابع أو الخامس، يعني إلى أن تصبح الخلية الواحدة عددها 32 خلية تقريبًا، بالنسبة للإنسان هذا غير موجود، وقد أجريت تجارب على خلايا إنسانية، ففي الانقسام الثاني بعدما تصبح الخلية 4 يتخلى الحامض النووي والسيتوبلازم ويطلبا من النواة أن تأخذ القيادة، فلا تستطيع النواة وهي لم تتهيأ بعد لأخذ قيادة الخلية، ولذلك تموت الخلية، من هنا أحد الباحثين في مداخلة له خجل من أن يقول: إن الأمر مستحيل بالنسبة للاستنساخ البشري وقال: صعب، ثم تردد كثيرًا، وفي الآخر نطق بها وقال: العهدة علي أن أتحمل هذا، أنا أعتقد أن الاستنساخ البشري أمر مستحيل، وهذا من تكريم الله تعالى لبني آدم وهو من نعم الله تعالى علينا.

الحكم بالنسبة للاستنساخ ينبغي ألا نستعجل فيه، وبعض الإخوان يرى أننا نتبع ما جرى في أمريكا وأوروبا من الإسراع في تحريم الاستنساخ، يا أخي أمريكا وأوروبا عندهم سابقة حيث إن المسيحية كانت تقاوم العلم وفي الإسلام عكس ذلك، ولكن نسارع ونحرم ربما يكون موقفنا مغاير للإسلام، لأن الإسلام يحرم الفساد والإفساد في الأرض، أما المجال العلمي فهو مفتوح، وقضية الاكتشاف العلمي لا يتحمل جرم تصرف الإنسان، نحن نعرف مثلًا أن آلة الكشف بالصدى موضوعة للكشف عن باطن الإنسان بصورة أوضح من أشعة x ولكنها اليوم أصبحت مستعملة في بعض البلدان للقضاء على الجنين إذا كان بنتًا، يعني بهذه الآلة يطلعون على الجنين وإذا علموا أنه بنت يقع الإجهاض لأنهم لا يريدون البنات، هذا ليس ذنب الآلة أو ذنب العلم وإنما ذنب البشر. وشكرًا لكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015