أولًا: لأن عملية الاستنساخ البشري ستؤدي بالإنسانية إلى أضرار فادحة ومتنوعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا ضرر ولا ضرار)) ، فكل ما أدخل ضررًا على حياة المجتمع فهو حرام، وللقاعدة الشرعية (الضرر يزال) ، (وما أدى إلى الحرام فهو حرام) ، فالاستنساخ حرام.

ثانيًا: الاستنساخ البشري يخالف التوازن الحياتي القائم على اختلاف الجنس وتباينه لقوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} ، إذ بالتمييز جعل الله لكل إنسان شخصيته ودوره.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. هيثم الخياط:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.

أود أن أدعو أولًا إلى تحرير المصطلحات قبل كل شيء تمهيدًا لإصدار الحكم الشرعي، فلفظة (الاستنساخ) لفظة فرضتها علينا وسائل الإعلام وهي لفظة غير دقيقة ولكنها فرضت علينا، وهي في مقابلتها الأجنبية مظلة تغطّي عددًا من المفاهيم، عددها في الوقت الحاضر أربعة:

أولها: أخذ الحقيبة الوراثية الكاملة على شكل نواة من خلية من خلايا الأب وإيلاجها في خلية بويضية من الأم مسلوبة النواة، فتتألف بذلك خلية تشتمل على حقيبة وراثية كاملة، وهي في الوقت نفسه تمتلك طاقة التكاثر إن اكتملت حقيبتها الوراثية، فإذا غرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقًا مكتملًا بإذن الله، وهذا هو الذي يقصد بالاستنساخ إذا أطلقت هذه اللفظة بلا تحديد، ومن المهم أن نشير هنا إلى أن المخلوق الجديد لا يمكن أن يشبه أباه 100 % لأن بييضة الأم المسلوبة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة التي سلبت، ولهذه البقايا أثر ملحوظ في تحوير الصفات التي ورثت من الخلية الأبوية؛ هذا هو المفهوم الأول.

المفهوم الثاني: ازدواج حقيبة وراثية نصفية من منوي الأب مع حقيبة وراثية نصفية من بويضة الأم بحيث أصبحتا معًا خلية تشتمل على حقيبة وراثية كاملة وتمتلك طاقة التكاثر، فإذا أخذت بالتكاثر إلى خلايا متماثلة شطرنا بعض هذه الخلايا عن بعض في مراحلها الأولى السابقة لمرحلة التمايز، فكانت كل منها قادرة على تكوين مخلوق مكتمل - بإذن الله - يشبه تمام الشبه شقائقها الأخرى، وهذا الذي يطلق عليه البعض اسم الاستتئام أو الاستيئام.

المفهوم الثالث: أخذ سلالة من خلايا الكائن الحي وتكثيرها بشكل مناسب في وسط مناسب وذلك للاستفادة من هذه النسيلة الأحادية في التشخيص أو المعالجة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015