الشيخ محمد تقي العثماني:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد؛
فالواقع أنني أشكر جميع الأخوة الباحثين الذين قدموا بحوثًا قيمة في هذا الموضوع الشائك الذي شغل أذهان الكثير من الناس في وقتنا الحاضر، وكان لا بد لعلماء الشريعة أن ينتبهوا في هذا الموضوع ويدرسوا أبعاده الإيجابية والسلبية، وقد حصل هذا المقصود بقدر ما نستطيع - والحمد لله- بهذه الأبحاث التي قدمت سواء كانت من الأطباء أو من الفقهاء فجزاهم الله خيرًا وأجزل أجرهم.
أما أن نحاول أن نصل في هذه الجلسة إلى قرار حاسم في الأحكام الشرعية الفقهية المتعلقة بهذا الموضوع فإنه يبدو لي أنه سيكون إقدامًا على شيء قبل أوانه، فإن هذا الموضوع لم ينضج بعد، وواضح لكل أحد أن الاستنساخ البشري حتى الآن ليس إلا نظرية وخيالًا ولم يأتِ إلى حيز الوجود، وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يقولون: لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله. وخاصة في حين أن النتائج الحسنة أو السيئة للاستنساخ البشري لم تظهر لنا بعد، هذه التجربة إنما أقيمت على بعض الحيوانات ولم تقم هناك تجربة على إنسان، ولا يبعد أن تأتينا معلومات جديدة حينما تجرى هذه التجربة على إنسان، فما لم تأتنا تلك المعلومات، وما لم يتضح لنا الصورة الحقيقية لهذه العملية ونتائجها، فإنه لا يجدر بهذا المجمع أن يتخذ قرارًا حاسمًا في الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع، فالذي أراه ألا نستعجل في اتخاذ فتوى أو قرار في هذا الموضوع.
وهذا ما أراه والله سبحانه وتعالى أعلم.