نحن نؤمن بأننا في آخر الزمان بالنصوص الواردة في ذلك ولا نستغرب بين يدي الساعة أن تظهر غرائب وعجائب، إلا أنه يجب ألا تجرفنا هذه العجائب والغرائب فنستعجل ونحاول مسايرة الذين لا يعقلون بالإباحة تارة وبالموافقة تارة أخرى، وهنا نصل إلى الحكم الشرعي لمحاولة التعرف على أي حكم شرعي كما في كريم علمكم فإن هذا الأمر جديد ولا بد أن يخضع لثلاثة معايير:

المعيار الأول: هو البحث في النصوص، وحيث لا يوجد نص ينص على هذا لأنها مسألة جديدة فالبحث حينئذ في هذه النصوص للقياس عليها سواء كان قياسًا جليًّا أوخفيًّا.

المعيار الثاني: هو معيار المقاصد الشرعية المفهومة من استقراء نصوص الشريعة.

المعيار الثالث: هو المصالح والمفاسد المجردة المترتبة على الفعل أو على تركه.

سأتحدث باختصار عن المعيارين الأولين، حيث إن المعيار الثالث قد تحدث عنه الباحثون وذكروا جملة من المفاسد والمصالح، ولهذا فينبغي أن نبحث في المعيارين الأولين، النصوص للقياس عليها، والمقاصد. أولًا: النصوص، قال تعالى في سورة النساء عن إبليس: {وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} ، تغيير خلق الله عام لا يمكن أن نقول إنه الفطرة فقط بمعنى التوحيد أو ما يتعلق به، ولكنه عام في تغيير الخلق كله، وليس كلمة الخلق تعني تغيير الخلق أي المخلوقات أو الأشياء التي تخلق، فهذا كلام ذكره الله سبحانه وتعالى عن الشيطان أنه سيأمر أتباعه بأن يفعلوا ذلك، وهذا يدل على أنهم يستطيعون أن يفعلوه فعلًا، لكن ذلك لا يرضي الله سبحانه وتعالى، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوشم والنمص والوشر والتفليج لكونها من تغيير خلق الله، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التماثيل والتصاوير مع وعيد شديد، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إنزاء الخيل عن الحمير، كل هذه تدخلات في الفطرة، شريعة تنهى عن ذلك سأستغرب أن تبيح للإنسان أن يتدخل في خلق إنسان آخر، أما المقاصد فكرامة الإنسان وحضانته وحياضته وعلاقاته كل ذلك لا يبيح هذه المسألة.

هذا باختصار شديد في هذه المسألة وأرجو أن تراجع على ضوء ما ذكرته خصوصًا النصوص، لم أر أحدًا تعرض لها ويقيس عليها.

وشكرًا. . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015