المناقشة

المناقشة

الشيخ عبد الله بن بيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.

ألا إنها الأيام قد سرن كلها عجائب حتى ليس فيها عجائب

إن هذا الأمر ينقسم بالنسبة لنظرنا الشرعي إلى قسمين:

الأول: من حيث العقيدة.

الثاني: يتعلق بحكم الشرع في الإقدام على هذا العمل.

من حيث العقيدة؛ إن هذا الأمر لا ينافي في شيء قدرة البارئ جل وعلا وقدره، فهو سبحانه وتعالى سواء استطاعوا أن يفعلوا ذلك أو لم يفعلوه فإنما يفعلونه بقدرته وقدره، وقد نبه البارئ جل وعلا على ذلك في سورة الواقعة، فقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} ، طالعت المفسرين عند هذه الآية فتوقفوا كثيرا عند (ما) ، {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} هذه النكرة العامة، فقالوا: في أي شكل من الأشكال أو في أي حال من الأحوال، والشيخ ابن عاشور في (التحرير والتنوير) توقف عندها طويلًا وزاد على القرطبي وعلى الوجيز وقال: " إنها أحوال وأشكال لا نعلمها ويعلمها الله سبحانه وتعالى. . ".

نلاحظ في هذه الآية ثلاثة أنواع من التخلق:

أولًا: التخلق العادي {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} فالله سبحانه وتعالى يخلق في المني الذي نسب إلى الإنسان.

ثانيًا: ثم ذكر نشأة أخرى لا نعلمها.

ثالثًا: ثم ذكر النشأة الأولى وهي نشأة آدم (عليه السلام) من طين.

من هذه الآية ندرك أن هذه الأفعال كلها سائرة في طريق قدرة الله- سبحانه وتعالى - وقدره، وهنا وافق الجزء الأول من التحليل الذي اعتقد به الإخوان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015