أيها الإخوة:
إن أهمية الفقه في مجتمعاتنا الإسلامية تظهر جلية في أنه يتناول بصورة مباشرة حياة الفرد والأسرة والمجتمع، كما يتناول العلاقات مع المجتمعات غير المسلمة. ولذا فإن مجمع الفقه الإسلامي منوط بمهمة جليلة؛ لأنه يتولى الاجتهاد فيما يجب الاجتهاد فيه، كما يتولى إصدار الفتاوى التي تناسب تطور الحياة اليومية، سنة بعد سنة بل يوماً بعد يوم. ويتولى أيضاً وضع دراسات وبحوث تمكن أولي الأمر وقادة الأمة من استحياء الأنظمة المناسبة للحياة اليومية في المجتمعات الإسلامية، مما يسهم في تحقيق التقارب والانسجام بين مجتمعاتنا، ويمهد بالتالي الطريق إلى تعزيز أسباب التضامن بيننا. ولا يخفى أننا نظرا لمقتضيات الحياة المعاصرة، ونظرا لمخلفات عهود التخلف والاستعمار الذي شتت صفوفنا وحاول التقليل من شأن شريعتنا؛ في حاجة إلى مثل هذا الاجتهاد والفتاوى أكثر من أي وقت مضى.
ولقد تابعت قبل تقلدي منصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي نشاط هذه المؤسسة الإسلامية الرائدة، ووقفت على أهمية دورها في تبصير المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، ولا سيما في قضايا هذا العصر الذي يمتاز بالتطور العلمي والتكنولوجي البالغ السرعة.