نريد لهذه النظم والإجراءات، أن تكون – في ضوء معطياتكم – نموذجا رائدا، يضمن لنا النجاح، في كل ما نأتي وما ندع، وأن تكفل لنا في الوقت ذاته عدم الانعزال عن العالم، بل تظل مرتبطة بالتطورات الجارية والحادثة، ولا تتخلف عن الركب الحضاري، بأي حال من الأحوال.
نريد كذلك توجيه الفرد المسلم، لإعادة صياغة أموره الحياتية، وفق منهج إسلامي رشيد، كما نريد الحلول المناسبة، لعدد من القضايا الفقهية المعاصرة سواء في المجال الاقتصادي أو الطبي أو الاجتماعي بوجه عام.
إنه في هذا الإطار الواضح، تتحدد، رسالة مؤتمركم الفقهي، وتتبلور فعالياته، لما يقدمه للأمة الإسلامية من خدمات جليلة: تثري حياتها، وتجدد واقعها، وترشد إلى مستقبلها، كخير أمة أخرجت للناس.
وإنني إذ أرحب بانعقاد هذا المؤتمر، وأتفاءل بكل ما يصدر عنه من مقترحات أو توصيات، لآمل أن تكون الفتاوى والقرارات التي تتخذونها، في متناول الجميع للإفادة منها، والعمل بها، كي يتحقق الترابط والتواصل الفكري والحقيقي، بينكم أنتم علماء الأمة، وبين جمهرة المسلمين في كل مكان.
أكرر الترحيب بكم مرة أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الدولة التي يسعدها كثيرا أن تسهم في إيصال هذه الرسالة، وأن تبادر إلى تفهم حقيقة هذا الدور، والجهد الكبير المناط بكم يدفعها إلى ذلك طموحات متصلة وتاريخ عريق أنجبت خلاله كوكبة فريدة من علماء الأمة الإسلامية وأعلامها، ساهموا في تحديد الطرق ووضع القواعد، وإرساء التقاليد لانطلاقة شاملة تربط بين الدين والدنيا، وتحقيق الخير للفرد.
نرجو لكم أيها السادة الأفاضل طيب الإقامة في بلدكم الثاني:
الإمارات العربية المتحدة، كما نأمل للجميع دوام التوفيق والسداد.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.