الدكتور محمد علي الرفاعي:

بسم الله والحمد لله والسلام على رسول الله.

احترامًا لوقتكم ولفضل علمكم فإن مداخلتي ألخصها بنقاط محددة إن شاء الله تعالى.

الفكرة الأولى: أحسب أن الغزو الفكري هو وسيلة من وسائل التدافع الدولي وهذه الوسيلة يسخرها البعض لإضعاف أو تغيير طرف لحساب طرف آخر يسعى للهيمنة على القرار الدولي ثقافيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، وبعبارة أخرى إن الغزو الثقافي هو وسيلة من وسائل الصراع الحضاري بين الدول والثقافات والأديان.

الفكرة الثانية: إن قضية الغزو الفكري أو الثقافي قضية قديمة والجديد فيها ما سخر لها من وسائل وامكانات وما سخر لها من استراتيجيات دولية ضخمة تقف وراءها دول ومنظمات دولية ذات شأن كبير، أما عن قدمها فهو في قول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} ؛ {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}

هذا أمر محسوم قرآنيًّا وبالتالي ما ينبغي أن نطيل به الحديث إلَّا إذا أردنا أن نتعرف على الوسائل لنحاكيها بوسائل مكافئة إن لم تكن متفوقة.

الفكرة الثالثة: نحسب أن قضيتنا الرئيسية مع الغزو الثقافي أو الغزو الفكري هي: كيف نتعامل مع هذا الغزو ما دام أن قضية الغزو هي قضية قديمة وقد واجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواجهها النهج الإسلامي , فكيف نحن نواجه هذا الغزو في تاريخنا المعاصر؟ نحسب أن هذه هي الإشكالية الكبرى التي يجب أن نبحث عن أسبابها ومقوماتها وإمكانياتها التي نواجه بها هذا الغزو، وهذا هو بتقديري موضوع الجهاد البياني في نهجنا الإسلامي، أنا أقول أن الجهاد ذو شقين شق بياني وشق قتالي , وأن الشق القتالي هو طارئ في منهجية الجهاد الإسلامي، الأصل في الجهاد هو جهاد البيان كما جاء في قول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015