الدكتور عدنان صقال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
إنني كطبيب أرى أن السادة الباحثين في موضوع الغزو الفكري أغفلوا ناحية مهمة جدًّا وهي الغزو عن طريق الناحية الصحية , وأقصد بها المستشفيات والبعثات الطبية والمدربة تدريبًا جيدًا على التبشير، أما التركيز على الناحية الطبية فهم أصابوا قلب المشكلة، إن الأمراض التي تفتك بالعالم الثالث ـ إن صحّت التسمية ـ كثيرة، فجاءت البعثات الطبية تريد أن تمسح آلام هؤلاء الناس كما كان المسيح يمسح آلام الناس ـ كما هم يقولون ـ فأعطوهم الدواء والمريض كالغريق، فكما أن الغريق لا يهمه الكلام عن النجاة بل يحتاج إلى من يمد له يد السلامة، فكذلك المريض. والمريض كالجائع، فكما أن الجائع لا يشبعه التكلم عن أنواع الطعام فكذلك المريض لا يرتاح إلَّا لقطعة من دواء أو لمسة يمسحها الطبيب على جبينه، هناك زميل مسلم يعمل في إحدى الدول الإسلامية بشركة بترول، وهذه الشركة كانت شركة أمريكية، حدثني هذا الزميل وهو يحمل الجنسية الأمريكية أنه حضر فريق من أمريكا إلى الشركة، وأعلن عن اجتماع مغلق للأمريكان، وأثناء الإجتماع تقدم قس وقال لهم: يجب أن تعلموا أن لكم مهمتين؛ الأولى أن تقوموا بالأعمال الفنية الموكلة إليكم، أما الثانية، فلا تنسوا أنكم مبشرون، ونعلم ـ والكلام للقس ـ أعلم أنكم لا تستطيعون أن تقولوا للمسلم: أترك دينك وكن مسيحيًّا ,ة فإنه غباء ويجب أن لا نتصرف بمثل ذلك، ولكن عليكم أولًا بدعوتهم إلى ترك الدين بصورة عامة لأنه لا يتلائم مع هذا العصر، ثانيًا إشراكهم بالحفلات الماجنة المغلقة، ثالثًا تبيان أن الخمر مفيد للجسم وخاصة بالبلاد الحارة، رابعًا أن تدخلوا إلى بيوتهم عن طريق الطب والتطبيب وإعطاؤهم الأدوية وإرسالهم على حسابنا إلى أمريكا لإجراء بعض المداخلات الجراحية إن لزم ذلك.
أخيرًا هناك طبيب أفريقي كان يحضر مؤتمرًا في لندن أخبرني أن في أفريقيا أرسلت إسرائيل أئمة علم وخطباء للجوامع لوعظ المسلمين الأفارقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وشكرًا.