الشيخ عبد القادر العماري:

بسم الله الرحمن الرحيم.

نشكر الأخوة الذين قدموا هذه البحوث القيمة، وإن شاء الله يكون لها أثرها في العمل، الغزو الفكري له مطايا، لم يأت إلينا بدون مطايا يركبها، من هم هؤلاء المطايا؟ إنهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، والغزو في المجال الثقافي وفي المجال القضائي وفي مجال الأسرة والمرأة وفي الحكم وفصل الدين عن الدولة، من يقوم بذلك هنا في العالم الإسلامي غير أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا؟ أجهزة الإعلام مفتوحة أمامهم، الصحف أمامهم كل يوم نقرأها والمجلات الأنيقة الجميلة فيها المقالات التي تطعن في القرآن وتطعن في السنة، الكاتب الذي هو في موقف وفي مركز مرموق يتكلم ويطعن في القرآن ويقول إن تَّبت، سورة تبت هذه وضعها الأمويون، يقوله بصراحة في مجلات تنشر بأموال الحكومات ويقول عن الحديث الشريف، ويعلق على حديث ((كل بدعة ضلالة)) يقول: هذا الحديث لا يمكن أن يصح وليس صحيحًا؛ لأنه يمنع الإبداع , يقوله في مجلات تصدر في بلاد إسلامية وبأموال إسلامية ولا أحد ينتقده , ويطعن في علماء المسلمين ويطعن في الرموز من الصحابة، حزب من الأحزاب اليسارية الذين أفلسوا وأرادوا أن يلجأوا إلى فكر يريدون أن يلبسوا على الناس بأنه من التاريخ الإسلامي، هو فكر القرامطة، ويصدر كتابًا يسميه الثقافة الإسلامية، يطعن في سيدنا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، ويقول إنه كان يجامل ابن عمه عبد الله بن العباس ويهيئ له الاستقلال، ويطن في الخلفاء االراشدين جميعًا، في البلاد الإسلامية هذا يجري، ولكن ماذا نعمل نحن؟

الحكم في القضاء، أي دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية؟ وللزوج أن يتنازل في القضية أمام المحكمة إذا زنت امرأته ويعتبر الأمر كأن لم يكن، أليس هذا مصادم لنصوص شرعية في الكتاب والسنة، ألسنا مسلمين؟ نقول نحن مسلمون ولكن بالكلام، والعمل لا شيء من ذلك، كيف يقولون الآن في جميع الجرائد وفي جميع المجلات: هناك إسلام سياسي؟! هم يريدون إسلامًا سياحيًّا، إسلامًا يعتني بالزخرفة وبالمنائر والتراث، بالأغاني والخيام والتراث القديم والحديث، إسلام سياحي لا يريدون إسلامًا سياسيًّا، يقولون: هؤلاء الأصوليون دعاة الإسلام السياسي، دعاة تطبيق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , يقولون: إنهم دعاة الإسلام السياسي، هذه في كل المجالات في كل العالم الإسلامي يقال ذلك، أين الذين يتصدون؟ أجهزة إعلامنا كلها ضحايا للغزو الفكري، هناك ممسوخون، يجب علينا أولًا ـ قبل أن نحارب أولئك البعيدين الذين أرسلوهم والذين يمولونهم، الدول الغربية كلها لها عملاء في عالمنا الإسلامي ـ أولًا علينا أن نحارب العملاء ونعريهم , ثم بعد ذلك نتقوى ونكون أقوياء ونكون وحدة واحدة على أولئك البعداء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وشكرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015