الدكتور محمد عبد اللطيف الفرفور:

شكرًا للسيد الرئيس، أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخي العارض حفظه الله تعالى حيث كان أمينًا على البحث العلمي وأمينًا على ما جاء فيه من دراسات جديدة وحديثة أو قديمة وعلى آراء الباحثين، ووددت لو أن أكثر العارضين أو كلهم مع احترامي وتقديري لهم اقتدوا بهذا الأخ الفاضل في حسن عرضه وفي حسن تقديمه لآراء زملائه.

هذه ناحية، والناحية الثانية هي أننا في هذه الأمسية الكريمة التي خصصت للغزو الفكري يجدر بنا أن نبحث عن الوسائل العلمية للوقوف في وجه الغزو الفكري، فالبحوث والخطب والمحاضرات والكلمات والكتب التي ألفت وصنفت وكتبت في هذا البحث تصنف مكتبة كاملة، يعني نستطيع أن نقول إننا اليوم نئن من التخمة في قضية البحث في هذه المسألة، نحن بحاجة ـ كما أرى والله سبحانه وتعالى الملهم الذي يشرح الصدور ـ إلى الأساليب العلمية. مثلًا أنا أرى أن تكون هناك ندوات فعلية للغزو الفكري، يعني أن ننزل إلى الميدان وأن يشكل المجمع بأمانته الكريمة ورئاسته الرشيدة منا لجانًا تنزل إلى الجامعات فتحاضر، فكلنا على مستوى أستاذ جامعة تقريبًا، لماذا لا نحاول في هذا الموضوع؟ لماذا لا ننزل؟ لماذا نبقى مقطورين ضمن نطاق المجمع فقط؟ وطبعًا هذا عمل كبير ومشرف ولكنه لا يكفي ولا يفي بالغرض، نحن نعد هذا المجمع منطلقًا إلى العمل كقاعدة ننطلق منها إلى العمل المنتج المثمر. إن الناس يريدون منا أن نتكلم لهم، أن نحاضر عليهم، أن نبحث معهم، أن نعقد معهم ندوات. الصحوة الإسلامية اليوم، يا سادة، تناشدنا وتهيب بنا، الشباب المسلم يغلي إيمانًا وإخلاصًا، يريد من يرشده إلى الحق إلى الخير، يريد من يخلصه من شبهاته. يرى الغزو الفكري والثقافي هاجمًا ولكن لا يرى ولا يستطيع ولا يجد الوسائل لدفع هذا الخطر الداهم, من الذي يوجد له هذه الوسائل، نحن خدام العلم وسدنة الشريعة المتشرفين بحمل هذه الأمانة، يجب علينا أن نذهب - لوجه الله عزَّ وجلّ - إلى أقصى الأرض ونحاضر ونخطب في المساجد، في الجامعات، في الكليات، في المنتديات، وفي المراكز الثقافية حيثما استطعنا ونكون رسل المجمع إلى العالم الإسلامي، هذه هي الوسائل العملية أو إحدى الوسائل العملية للوقوف في وجه الغزو الفكري. يا سادة أنا أتحرق ولا أقول هذا مجاملة، إنني أرى غيرنا من أصحاب الأديان الباطلة وأنتم تعلمون أن التبشير ماذا يصنع في إفريقيا، ماذا يصنع في الفلبين، وماذا يصنع في أندونيسيا، وماذا يصنع في أنحاء الأرض، المبشرون لا يتكلمون بالمجمع (الفاتيكان) ولكن يتكلمون في كل مكان، لقد بنوا أكبر كنيسة بالعالم حيث لا يوجد فيها في ذلك المكان أكثر من عشر آلاف نصراني، في جنوب أفريقيا أكبر كنيسة في العالم، الإرساليات التبشيرية تغزو الأرض، تغزو شعوب العالم، فماذا صنعنا نحن الدعاة إلى الحق , إلى الإسلام , ضعفاء لا نتقن إلا صناعة الكلام , فمتى نتقن صناعة العمل؟

أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم، وشكرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015