أما بحثنا بعنوان (من أساليب الغزو الفكري في مجال الطعن في القرآن الكريم) فقد اتفق مع البحوث السابقة في كثير من الأمور التي تخص التعريف بالغزو الفكري وأهدافه ووسائله وأنواعه ثم انفرد بالحديث عن الغزو الفكري في مجال الطعن في القرآن الكريم، وقد جعلته في ثلاثة فصول، تناول الفصل الأول منها التعريف بالغزو الفكري بصفة عامة في ماضيه وحاضره وأهدافه ووسائله وأنواعه، أما الفصل الثاني فجعلته لسرد مطاعن الغزاة في القرآن الكريم وقسمته طبقًا لهذه المطاعن إلى سبعة بنود تناول كل بند منها مجالًا من مجالات الطعن في القرآن، فبند عن ادعاء بشريته، وبند عن اقتباسه من الكتب السابقة، وثالث عن عدم إعجازه، ورابع عن وقوع التحريف فيه، وخامس عن الأخطاء العلمية واللغوية والتاريخية والتشريعية فيه، وسادس عن وقوع التناقض بين آياته، وسابع عن عجزه وعدم تقديمه للنظريات والمبادئ الحديثة. أما الفصل الثالث، وهو بيت القصيد، فقد خصصته لتفنيد تلك المطاعن والرد عليها وإبطالها، وقد تناولتها بندًا بندًا وناقشتها فكرة فكرة، وقدمت الآدلة النقلية والعقلية على إبطالها، ففي البند أولًا قدمنا أربعة عشر دليلًا منوعًا على أن القرآن الكريم وحي من عند الله تعالى وليس بشريًّا ولا من عمل محمد صلى الله عليه وسلم , وفي البند ثانيًا قدمت خمسة أدلة عامة وستة تطبيقية على أن القرآن الكريم ليس مقتبسًا من التوراة ولا الإنجيل ولا غيرهما، وفي البند ثالثًا قدمت خمسة أدلة على أن القرآن الكريم معجز بل هو أكبر معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وفي البند رابعًا قدمت سبعة أدلة على أن القرآن الكريم معافى من أي تحريف أو تبديل على عكس الكتب السابقة، وفي البند خامسًا ذكرت أربعة أدلة إجمالية على إبطال دعوى تناقض بين بعض آيات القرآن الكريم، ثم وضحت ذلك في اثني عشر موضعًا مما استندوا إليه وظنوه تعارضًا، وفي البند سادسًا ناقشت ما اسموه أخطاء القرآن الكريم فبينت أنهم هم المخطؤون وأن القرآن الكريم بريء من أي خطأ؛ لأنه تنزيل من حكيم حميد، وفي البند سابعًا ناقشت موضوع النظريات التي يتساءلون عنها وبينت ما قدمه القرآن الكريم في هذا المجال مما لم يسبق إليه ولم يلحق فيه، ودعمت ذلك كله بأقوال العلماء والمفكرين وبعض المنصفين من غير المسلمين.

أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذه البحوث وأن يجعلها جميعها خالصة لوجه الكريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015