أما فضيلة الشيخ الحاج تيرنو عبد الرحمن فقد بين في مقدمة بحثه تعريفًا للغزو الفكري، ومفهومه ثم قسم بحثه إلى أربعة أبواب، تناول في الباب الأول منها الدعوة إلى القومية، وبين في فصول هذا الباب الخمسة آثارها في المجتمع العربي والإسلامي وموقف الإسلام منها، وفي الباب الثاني تحدث عن التبشير وآثاره في إفساد عقائد المسلمين وإعلامهم وثقافتهم وتربيتهم، أما الباب الثالث فقد تحدث فيه عن أساليب الغزو الفكري في التشكيك من طعن في القرآن إلى طعن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم إلى طعن في الإسلام عقيدة وشريعة إلى طعن في المسلمين، وخصص الباب الرابع للكلام عن العلمانية ووسائل نشرها وآثارها في التعليم والقانون والإعلام.

أما الدكتور أحمد السايح فقد تحدث عن مفهوم الغزو الفكري وبين أسبابه المتمثلة في العداء الصليبي للإسلام والمسلمين والرغبة في استعمار بلادهم وعقولهم وتقدم الغرب العلمي وتخلف المسلمين فكريًّا واجتماعيًّا في العصر الحديث، ثم تكلم عن مظاهر الغزو الفكري من حملات تشويه إلى إحياء النزاعات الجاهلية والقومية وإبعاد العلماء عن مراكز التوجيه والسلطة والتعليم والثقافة والخدمات الاجتماعية، ومثّل لحملات التشويه ببعض المطاعن في القرآن الكريم والسنة النبوية وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم وتشويه التاريخ الإسلامي والتراث الإسلامي وغير ذلك، ثم انتقل إلى تيارات الغزو الفكري وحركاته وتناول منها بالتعريف وبصفة خاصة الاستشراق والتبشير والصهيونية والماسونية والعلمانية والقومية والتغريب والوجودية وغيرها، ثم تناول أهداف الغزو الفكري في القضاء على الإسلام وتعاون جميع التيارات والحركات في تحقيق هذا الهدف الكبير عن طريق عدة أهداف جزئية يقوم كل تيار بتحقيقها، ثم عقد القسم الأخير لنقد الغزو الفكري ومواجهته مع التركيز على الاستشراق والتبشير باعتبار الاستشراق المنجم الفكري الذي يمد المبشرين والمستعمرين بأدوات الهدم ومعاول التخريب التي يعملون بها في تخريب الإسلام وأهله، وقدم لهذه المواجهة عدة أصول ومقترحات طيبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015