وهؤلاء هم قادة الغد.. وهم الذين سيضعون، وينفذون خطط التنمية التي تنعقد عليها الآمال.. وهم الذين أنفقنا في سبيلهم كل غال ورخيص من أجل تعليمهم، وانتقائهم، وابتعاثهم، وهم الذين سيحتلون المراكز الهامة في الجامعات ومراكز البحث، والوظائف العليا.. وهم الذين سيديرون المؤسسات بعد تدريبهم وإعدادهم لشهور أو سنوات.. إلخ.

ويمثل هذا القطاع من المسلمين قلب التنمية والتقدم، لهذا كان مستهدفًا أكثر من غيره؛ وأجهزة الغزو تحاصر طلاب البعثات قبل ابتعاثهم، وبعد عودتهم إلى أوطانهم، وفي بعض الحالات تكون مسؤولة عن الانتقاء والإشراف على المبعوثين (?) .

ولاشك أنها تحاول اصطياد هؤلاء أثناء دراستهم وتدريبهم على أساس أنهم قادة المستقبل، وزعماء الغد، وهناك عشرات الأمثلة المشهورة والخفية لعملية الانتقاء، الإعداد، التجهيز، الابتعاث، الإشراف، العودة، التصعيد، والمؤازرة بالدعم.

ومما ينبغي الإشارة إليه هنا أنه ليس كل مبعوث يتأثر بأجهزة الغزو الفكري، بل هناك آلاف مؤلفة أثناء بعثتهم وبعد عودتهم كانوا خير مثال للإسلام والمسلمين، وبعضهم كان من الدعاة إلى الله المخلصين، وقد عادوا إلى بلادهم أكثر تمسكًا بدينهم لأنهم عرفوا قيمة الإسلام، فالقضية ليست في البعثة، بل في المبعوث؛ ومع وجود هذه العناصر الطيبة بين المبعوثين، ولكي نضمن سلامة كل المبعوثين فلابد من مجهود إداري وبشري ومالي مضاعف لخدمة مبعوثينا بالدعوة الهادفة، والكلمة الطيبة، والمطبوعة الواضحة، واللقاء المثمر، والتوجيه الفعال، والنشاط المنتج، والإشراف الأبوي، والمشرفين الأكفاء، والتنظيم الجيد، والدعم المالي، وزيادة أقطار الدعوة والتنسيق بين الدول، والتعاون بين المنظمات، وعدم التطاحن، وانتقاء قيادات الإشراف، فبمثل ذلك التدعيم والتحصين يمكن لنا حماية بعثاتنا بقدر الطاقة والاستفادة منها بقدر الإمكان (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015