ومن هنا حق عليهم أن يترجموا العلوم الرياضية والطبيعية والفلكية، والتكنولوجية، والطبية جميعًا إلى لغتهم، ثم ينطلقوا من خلالها إلى بناء قوتهم الذاتية على مقتضى بناء الأجيال المسلمة المحصنة بالإيمان والتقى , المفطومة عن الشهوات، المندفعة لتحقيق رسالة المرابطة في الثغور في سبيل حماية الحدود مع الأعداد بالقوة لإرهاب العدو، ثم إقامة المجتمع الإسلامي على النحو الذي رسمه القرآن الكريم، وبينته السنة المشرفة (?) .

14- البعثات إلى خارج بلاد المسلمين: المسلمون كفُرادى وجماعات في المجتمع الإنساني لا يمكن أن يعيشوا بمعزل عن العالم من حولهم، فلابد من الاختلاط بالناس على مختلف مستوياتهم وتباين ثقافتهم وبلدانهم، وقد تضطرنا ظروف الدراسة والعمل إلى إرسال بعثات ومهمات للخارج تستغرق شهورًا أو سنينًا.

وهذا مطلب ضروري وهام لا يمكن التراجع عنه لصالح التنمية: إنتاجًا وخدمات، كما أن وجود شركات أجنبية كثيرة في مجتمعاتنا الإسلامية قد يلزمها ابتعاث عدد من خبراتنا وفنيِّينا وعمالنا للتدريب في مراكزها.

وهذا مطلب حيوي ونافع يسهم في إعداد رأس مال بشري قاعدة كل تنمية، وأساس كل تطوير إداري وتقني، وهذا أمر مشروع وعادل، لا غبار عليه.

إلا أن هذه البعثات والمهمات من غير توجيه وتحصين، واهتمام ورعاية قد ينفرط عقد بعض أصحابها: فقد لا يعودون إلى الوطن، أو يعودون وقد أصبحوا من الرافضين لكل ما هو إسلامي، ومن المنادين بكل ما هو غربي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015