11- دراسة نفسية المهاجمين والمقاومين: من وسائل مقاومة الغزو الفكري، الدراسة العميقة العلمية لنفسية المهاجمين من أعداء الإسلام، ومعرفة نفسية المدافعين عن الإسلام من أهل التوحيد.
فكيف لنا أن نعمل بطريقة علمية ومنظمة ونحن لا نعرف أهداف الغزو المعرفة الكافية؟ ومن المؤكد أنه لا تكفي المعرفة السطحية، أو المعرفة المبنية على سرعة حكم، كما أن المعرفة المبنية على معلومات قديمة وخبرات سالفة لا تكفي، لأن الغزو يغير من أساليبه وألوانه، كما قد يغير من أهدافه، ويبدل في ترتيب أولوياته، من هنا فلابد من دراسة متعمقة دونما تحيز أو انفعال لهذه الغزوات لتحليل أساليبها وتطورها، وللوقوف على أسرارها ودقائقها.
ومثل هذه الدراسة تقتضي حيطة ونزاهة، وموضوعية، وأمانة، وجلدًا ومثابرة، وطول نفس وأناة، ومعاشرة وفهم، وبذلك كله نستطيع اكتشاف الدوافع والاتجاهات والوسائل والغايات.
أما دراسة نفسية المدافعين من المسلمين، فلابد من دراسة عميقة لنفسية الجماعات الإسلامية في مختلف بقاعها ومناطقها, وأن تكون هذه الدراسة شاملة للاحتياجات والدوافع، وللمحركات والمثيرات، وللاستجابات وردود الفعل، فقد تكون المشكلة في جماعة إسلامية نقص خدمة طبية، أو نقص تموين أو مياه، وقد تكون المشكلة نقص مدارس وجامعات، أو ضعف تمويل أو ادخار، وقد تكون المشكلة في عدم وجود سوق للعمل، أو سوق لتصريف المنتجات، وقد تكون في الجهل والأمية بأنواعها ودرجاتها المختلفة.
من هذه الثغرات يتسلل الاستعمار، وتتغلغل الشيوعية، وتحاول الصهيونية والمؤسسات المرتبطة بها تدميرًا وتخريبًا لأصالتنا، وتفكيكًا لعرى ديننا ووحدتنا.
لهذا كله لا بد من الدراسة العميقة لنفسية وظروف ومتغيرات كل جماعة استهدفت أو تستهدف للغزو حتى نفهم الأرضية الثقافية، والنقص الموجود، والثغرة التي حاول الأعداء التسلل منها.
فالعدو يدرك نقطة الضعف ومركز الاهتمام وينهال عليه (?)