6- إدخال مادة الغزو الفكري كمقرر إجباري يدرسه جميع الطلاب في المرحلة الثانوية والجامعية لمعرفة هذا الخطر الذي يهدد كيانهم، ويقضي على الإسلام من داخله.

7- الشمول لكافة القطاعات والفئات: إذ كان الغزو موجهًا لجميع جوانب ونظم حياتنا، فلابد أن يكون الدفاع كذلك عن جميعها بحيث لا تترك جبهة يمكن للغزو الفكري أن يتسلل منها، أو يتغلغل فيها، فيشمل الرد على الغزو الثقافي في مجالات التعليم والإعلام والاقتصاد، فتكون هذه المجالات معبرة عن وجهة نظر الدولة الإسلامية.

لهذا كله يبدو (الشمول) كأول أساس في استراتيجية مواجهة الغزو الفكري بحيث لا يجد الغازي ـ الواضح أو المستتر ـ جانبًا يستطيع تحصنًا فيه، أو جيبًا يستطيع تحوصلًا في داخله (?) .

8- التنسيق بين الدول والهيئات: إذ كان للغزو الفكري بنوك معلومات، وغرف عمليات بين كافة دوله وهيئاته الرسمية والشعبية، العلنية والسرية، فكذلك ينبغي أن يكون الأمر في المقاومة، بل ينبغي أن يتجاوز ذلك ويعلو عليه.

فمن المستحيل على بلد إسلامي بمفرده ـ أيا كان حجمه، وأيا كانت إمكاناته ـ أن يواجه تيارات الغزو بمفرده، أو يتغلب على الطوفات بمعزل عن زملائه وإخوانه في الإسلام.

وإذا كان هذا التنسيق ضرورة وجود لجميع الدول الإسلامية، فينبغي أيضًا أن يكون ضرورة حياة لجميع الهيئات الإسلامية داخل البلد الواحد، بحيث تتكامل الجهود، وتتكاتف الإمكانات وتتآزر القوى.

أما الفرقة والتناحر، فلا نتيجة لها إلا تبديد الجهود، وتمزيق الصف، وتفتيت الشمل، ومن هنا لابد للدول الإسلامية ـ إن أرادت العزة والمنعة والتمكين في الأرض ـ أن تغلق باب الخلاف وتفتح باب الوفاق، وتوجه إمكاناتها وجهدها للعدو الأصلي. وللخطر الداهم في إطار من العقيدة والشريعة، وبذلك تصنع الحاجز الحقيقي، والسد المنيع ضد التسلل للغزو الفكري داخل ديار المسلمين، وهذا ما ندبهم إليه القرآن لكريم، ليتعاونوا على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (?) .

9- الاعتماد على الذات: من أنجع الوسائل في مقاومة الغزو الفكري، أن نعتمد على أنفسنا، ويظهر هذا الاعتماد في أمور مختلفة، وجوانب متعددة، من بينها الفكر، والمعلومات، والعاملون، والميزانية، فإذا كانت مقاومة الغزو الفكري تعتمد على أفكار مستوردة، ونظريات مستعارة، يستحيل أن تكون هذه المقاومة فعالة ولها نتائج إيجابية، ومن هنا فلابد أن نركز على الإسلام عقيدة وشريعة، نظريًّا وتطبيقيًّا، فلكي نستطيع مقاومة الغزو ـ ينبغي أن تكون مُثل الإسلام ومفاهيمه وقيمه ومضامينه واضحة في أذهان القيادات والدعاة والمسؤولين والولاة، ففاقد الشيء لا يعطيه.

10- تعدد وسائل الدفاع والهجوم: فالمقاومة التي يكتب لها النجاح والاستمرار يجب أن لا تقتصر على جانب دون آخر لأن البعض منا قد يتصور أحيانًا أن الخطبة والعظة، والدرس والتوجيه هي أفضل وسائل الدعوة، وأقوى وسائل الرد والكشف، بيد أن الأمر يتجاوز ذلك، ومن هنا كان لابد لوسائل الدفاع والهجوم أن تتجاوز ذلك إلى الكتاب والمجلة والصحيفة، والبرنامج الإذاعي، وبرنامج التلفاز، والمسرحية الإسلامية، والقصة والشعر، والنادي الإسلامي، والنشاط الرياضي والترويحي الموجه وجهة إسلامية، والمتحف والمعرض الإسلامي، والمكتبة والمرسم، والمختبر والمسجد فمن أخطر ما يكون أن نتصور أن مقاومة الغزو يمكن أن تكون بالكلمة وحدها، مع أن الهجوم بمختلف الأسلحة، وعلى سائر الجبهات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015