فالعلمانية: أوجدها اليهود لتقضي على نفوذ الكنيسة في أوروبا، وأول ثورة نجح بها في هذا الموضوع هي الثورة الفرنسية، ثم جاءت بعد ذلك ثورات أخرى في أقطار أوربية كثيرة، تمكنت أن تقوم بفصل الدين عن الدولة، وبدأ التعليم العلماني في الدول الغربية بعد تلك الخطوات، وفقدت الكنيسة مكانتها التي كانت تتبوؤها في التربية والتعليم.

هكذا عرف الفصل بين الدين والدولة في أمم الغرب، لقد حدث هذا، لأن رجال الدين عجزوا عن تقديم الحلول الصحيحة السليمة للمشكلات التي كان يعاني منها المجتمع.

أما الإسلام فإنه لا يعرف شيئًا من هذا الفصل المزعوم، والقرآن الكريم يدعو الناس إلى الإيمان بأحكامه الدينية والدنيوية، ويعتبر الإيمان ببعض القرآن والكفر ببعضها الآخر كفرًا، وأن القرآن أنزله الله تعالى ليكون الحاكم بين المسلمين، قال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ} (?) .

والإسلام ينظم شؤون الفرد والأسرة والدولة، بل ينظم شؤون المجتمعات: قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (?) .

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي وردت في هذا المعنى.

ولقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم بوظيفة الدعوة إلى الله تعالى، وتعليم الناس القرآن الكريم وأحكام الإسلام , في الوقت نفسه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رئيس الدولة والقائد لجيوش المسلمين، ذلك أن الإسلام يمثل ثلاثة عناصر:

1- العقيدة.

2- الشريعة.

3- الأخلاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015