كما رسم الإسلام للحياة الدنيا طريقها الواضح إلى العمران في نطاق الأخلاق وإقامة المسؤولية الفردية، والالتزام الخلقي وربط الدنيا بالآخرة.

إن هدف أعداء الله هو (ذوبان الشخصية الإسلامية) وذلك بالقضاء على مقومات كيانها وعلامات القوة فيها، واحتوائها بأخلاق الضعف والانحلال والإباحة حتى لا تقوى على مواجهة التحديات.

ذلك أخطر أهداف العدو: بناء أجيال ذليلة ضعيفة، لا تؤمن بحقها، ولا تؤمن بربها، ولا تستطيع البقاء، ولا تصمد أما الخطر والتحدي.

إن إعادة بناء الفكر الإسلامي في إطار الإسلام وعلى قواعده الرئيسية من وحدانية الله، واستخلاف الناس في الأرض تحت حكم الله، إنما يمثل جوهر الأيديولوجية التي لم تتخلف طوال تاريخ الإسلام والتي لا يستطيع العرب والمسلمون أن ينحرفوا عنها.

لقد أثبت الفكر الإسلامي صلابته واستقلاليته وقدرته على البقاء فإنه في عديد من أزمانه لم يسقط ولم يتداع، ولم تضطرب أصول مقوماته، بل بقي محتفظًا بذاتيته في مواجهة الغزو

(?) .

إن محاربة الفكر الإسلامي وبذل الجهود المتتالية من أعداء الإسلام لفصله عن جذوره سوف تفشل وتتحطم على صرخة الإسلام، وذلك إذا ما تمسكنا بكتاب الله تعالى الذي رسم لنا الطريق المعبَّد بالأمن والاستقرار، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (?) .

إن الطريق الصحيح لمواجهة الغزو الفكري، هو طريق الشريعة الإسلامية والأخلاق الإسلامية، والعقيدة الإسلامية، وهو الطريق الذي يهدي إلى بناء الشخصية المؤمنة التي تبيع نفسها في سبيل الله، وتسترخص الموت والجهاد في سبيل نصرة الحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015