لقد بذل اليهود والنصارى ومن شايعهما كثيرًا من الجهود لمحاربته وفصله عن جذوره، وكان ذلك وفق مخطط بعيد المدى، جرى تنفيذه مرحلة بعد مرحلة في دقة متابعة خطيرة, وقد ارتبط هذا المخطط بخيوط مختلفة منها الإرساليات التي استقدمت إلى الشرق واستقرت في بيروت والقاهرة واستانبول، ومنها فئة 1860 ومنها مناهج كرومر وليوتن ولاتيمري ودنلوب، ودراكور وزويمر وهانوتو ولورنس وجلوب من بعد (?) , وهي المناهج التي وضعت ووصفت من بعد بأنها أعمال التغريب، وأشار إليها هاملتون جب المستشرق البريطاني ومعه أربعة في بحث مستفيض ظهر تحت عنوان (وجهة الإسلام) عام 1930 م.

ولقد اشترك الاستعمار والصهيونية والنفوذ الغربي جميعًا في مخطط واحد يستهدف وضع الفكر الإسلامي العربي تحت النفوذ التغريبي ومحاولة غزوه وتدميره والتشكيك فيه، وإثارة الشبهات من حوله من أجل القضاء على الذاتية العربية الإسلامية والتهام هذه الأمة وإذابتها في بوتقة النفوذ العالمي الذي تسيطر عليه اليهودية التلمودية بعد أن استوعبت الفكر الغربي المسيحي واحتوته.

إن أخطر ما يدعونا إليه الغزو الثقافي هو (التبعية) , وإن أخطر ركائز الفكر الإسلامي هو الأصالة والتميز واستحالة الاندماج أو الذوبان أو الاحتواء في الفكر الأممي.

فالإسلام هوالنموذج المتميز بالتكامل من ناحية بينما الفكر الغربي يتسم بالتجزئة والانشطار، وهو الجامع بين العقيدة والفكر في وحدة لا تفصل، وهو الذي يعتمد على الوحي والنبوة ورسالة السماء أساسًا له، ثم يكون العقل وسيلة من وسائلة والعلم منهجًا يجري في مجراه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015