يقول العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه (القادياني والقاديانية) : (لقد ظهرت الديانية القاديانية في آخر القرن التاسع عشر المسيحي في الهند بعد استقرار الحكم الإنكليزي فيها، وهي ثورة على النبوة المحمدية ـ على صاحبها الصلاة والسلام ـ وعلى الإسلام، ومؤامرة دينية وسياسية، إن وجد لها نظير في الخطر والضرر على الإسلام ففي الحركة الإسلامية الباطنية التي تولى كبرها عبيد الله بن ميمون القداح في القرن الثالث الهجري، وأشك أنها بلغت مبلغ الأولى ـ القاديانية ـ في أصالة الفساد ودقة المؤامرة ومعاداة الإسلام.

وتبنتها الحكومة الإنكليزية واحتضنتها وساعدتها العوامل الاجتماعية والسياسية والفكرية الكثيرة التي توفرت في عصر ظهورها , فانتشرت على بعدها من الإسلام، وأصبحت طائفة كبيرة يحسب لها الحساب، وأصبحت (قاديان) مركز دعوة ودعاية وسياسة يدين لها ويؤم شطرها بعض كبار المثقفين ـ الثقافة العصرية ـ ورجال الدولة، ولا يرى نشاطها إلا في المناظرات، وإثارة الشكوك والشبهات في المسلمين وتأييد السياسة الإنكليزية، ونشر الدعاية لعقيدتها الخاصة في الهند وخارج الهند) ثم قال في موضع آخر: (أطبق العلماء على تضليل القاديانيين وتكفيرهم , وأصبح ذلك كلمة اجتماع لم يشذ منها إلا شاذ , وأفتوا وألفوا في ذلك مؤلفات كثيرة , وأصدرت مركز الفتوى فتاوى صريحة بكفرهم وارتدادهم عن دين الإسلام , وأصدرت محكمة بهاولبور سنة 1935 م ـ بعد مناقشة طويلة دامت عامين كاملين واشترك فيها كبار علماء أهل السنة وكبار علماء القاديانية ـ حكمها بكفر القاديانيين، وعدم صحة نكاح المسلمة بالقادياني. اهـ (?) .

وقد انتقلت ثمار هذه الدعوة الهامة إلى أفريقية بين المسلمين هناك، فسمى القاديانيون هناك أنفسهم (أحمدية) تمويهًا على الناس وإيهامًا لهم بأنهم منتسبون إلى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينما الحق أنهم ينتسبون إلى غلام أحمد القادياني.

ولقد تطاول القاديانيون على مقام الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وكذلك تخبطوا في فهم القرآن الكريم، مما يدل على جهلهم وضلالهم (?) . فالقاديانية ركيزة من ركائز الغزو الفكري للإسلام والمسلمين حتى يومنا هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015