ومن الأساليب التي سار عليها المستشرقون وهي أنهم كانوا يجمعون الشبهات المختلفة ويؤلفون بينما لإعطائها صورة كاملة. ومن الأمثلة على ذلك ما قام به المستشرق الألماني (ولهم هورنباخ ـ الأستاذ في جامعة بون بألمانيا) من جمع قطع ونتف بعض الأقوال من كتاب (الإصابة) للحافظ ابن حجر العسقلاني ثم نشرها على أنها كتاب (الردة) لابن حجر الذي ألفه أبو زيد ابن الفرات المتوفي سنة 237 هـ وهو فارسي الأصل. وقد ضاع هذا الكتاب، فاشار ابن حجر إليه في بعض المواضع، فما كان من المستشرق (ولهلم) إلا أن جمع هذه القطع على أنها تراجم لأشخاص ارتدوا عن الإسلام، ولا يقوم بمثل هذا العمل إلا مغرض صاحب هوى، لأنه يخالف منهج البحث العلمي السليم , إلى غير ذلك من الشبهات التي زعمها المستشرقون ولا أصل لها في الإسلام (?) .
5- القاديانية والبهائية: كما عمل أعداء الإسلام على تبني دعوات ضالة أخرى كالقاديانية والبهائية والادعاء بأنها حركات النهضة الإسلامية كذبًا وبهتانًا , واستعمالها لضرب الإسلام من الداخل، وتعمل القوى التغريبية جميعًا ممثلة في الاستشراق والتبشير والغزو الثقافي عن طريق الصحيفة والثقافة والمدرسة إلى تبني هذه الحركات الهدامة , واحتضانها وخداع البلاد الإسلامية. ومن يراجع هاتين الدعوتين المبطلتين البهائية والقاديانية يعرف أنهما استهدفتا ضرب حركة اليقظة الإسلامية التي كانت قد قطعت مرحلة كبيرة في طريق التماس المنابع الأصلية وجوهر الإسلام بمفهوم التوحيد الخالص، وأن كلتا الحركتين قد نشأ في أحضان النفوذ الأجنبي، واستهدف ضرب الإسلام في أعظم قيمه الأساسية وهي فريضة الجهاد. وقد كشفت الأبحاث التاريخية عن علاقة أكيدة بين الدعوتين وبين الاستعمار والصهيونية والهندوكية (?)