وإنا لنحمد الله على أن أتم نصره للمجاهدين الأفغان، وندعوه سبحانه أن يقيهم فتنة الانقسام وشر الافتراق، ويلهمهم السداد والرشد لإعلاء كلمته، وإقامة دولة الإسلام على أرضهم، وتعزيز المجتمع الإسلامي في ربوعهم.
وأما الترتيبات التي تشدّ الماضي بالحاضر، وتملأ نفوس الصادقين أملًا في المستقبل، فهي تلك التي صدر بها الأمر السامي في الأشهر الأخيرة من أنظمة الحكم والشورى والمناطق بالمملكة العربية السعودية. وهي كما تجسد الروح الإسلامية العالية التي تلتزم بها الدولة في سياستها العامة في داخل البلاد وخارجها، وفي علاقاتها بالبلاد العربية والإسلامية وغيرها، وفي ما تبرمه من مواثيق وعهود إقامة للحق وصونًا له، تمثل بجوهرها جزءًا هامًا من التطور العام والنهضة المستمرة للمملكة في كافة المجالات وخطوة حكيمة في طريق التقدم والنماء.
وأما المبادرات التي ألمعنا إليها قبل فهي الوقوف في وجه التحديات، والدخول في مفاوضات السلام العسيرة، والثبات أمام كيد إسرائيل وتحرشاتها، والعمل في حزم وإصرار ووحدة صف واجتماع كلمة لاسترجاع القدس وتحرير فلسطين والخروج بالشرق الأوسط من محنته الطويلة، وإعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة رغم المؤامرات والمواقف العدوانية التي تواجهها وتحيط بها من كل مكان. فمبدأ الأرض مقابل السلام حق يرفع، والمناداة به والحرص على فرضه مطلب جهادي لا يدفع، وإقراره غاية لابد من الجد والعمل لبلوغها وإدراكها.