وأما التطورات العظيمة التي شهدتها هذه الفترة على الساحة الدولية فأبرزها: انهيار الشيوعية وتفكك نظام الإلحاد والمادية القائم على الطغيان والقهر. وبالرغم مما يتعرض له مسلمو البوسنة وغيرهم من إبادة جماعية وفتنة وتشريد في شرقي أوروبا، فإن القلوب المؤمنة في البلقان والجمهوريات الإسلامية لم تفقد ثقتها في الله، وهي تواصل جهادها معلنة عقيدتها، رافعة أصواتها، مكافحة فزعة ومعتزة، مرددة على سمع الدنيا: إنا قوم مسلمون. وقد بدأ التواصل والتقارب والتعاون مع إخواننا في الله في هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها متحدّين العنصرية والقومية والمذاهب المنكرة، وناشرين في تلك الآفاق الهداية الإسلامية وما جاءت به من نور وسلام وأمن.
وإنه لمن واجب الدول الإسلامية والعربية عامة، والمنظمات والمؤسسات كالمراكز الثقافية والمعاهد والمجامع الفقهية في العالم الإسلامي خاصة أن تعزز جهودهم وتمدهم بما يحتاجون إليه من توعية دينية وتعريف بالفكر والحضارة الإسلامية، تنمية للعقول، وهداية للألباب، وإبرازًا للهوية، وحماية للعقيدة والملة، وشدًّا لأواصر الأخوة والمودة والتواصل والتراحم بين المسلمين.