ولئن طالت هذه المدة بما لم يكن في التقدير والحسبان فإن أحداثًا جسامًا، وتطورات عظيمة، وترتيبات، ومبادرات، وأعمالًا صالحة خالصة لوجه الله، عمرتها وتتابعت فيها، لجميعها انعكاس على حياة الأفراد والمجتمعات في العالم العربي والإسلامي، كما لها أثر أي أثر في إيقاظ الهمم وبعث روح التضامن والتعاون في المشارق والمغارب بين المسلمين كافة، وإنها لتحمل القادة وأولى الأمر وأهل الحل والعقد على الاضطلاع بالأمانة والشعور بثقل المسؤولية والعمل الصالح الدؤوب وبذل الجهد، عسى أن يحيطنا الله بألطافه، ويشملنا برحمته، ونكون من الذين آمنوا به، ووجهوا وجوههم إليه، واستجابوا لرسوله وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وكانوا من عباد الله الصالحين.

وقد برز ذلك في الفتنة العمياء التي هزت الخليج، ودمرت الكويت، ونشرت فيها وفي ما حولها من الدول المحيطة بها أسباب الذعر والخوف ومظاهر العدوان والبغي. فلولا الانتصار للحق والمواقف الجهادية البطولية لخادم الحرمين الشريفين وحكومته وشعبه، واستبسال الكويتيين جميعهم في الداخل والخارج، وتماسك دول الخليج وما أظهرته من تلاحم في العمل ووحدة في القصد، ومواقف من انضم إلى هؤلاء وأولئك مؤيدًا ومؤازرًا لأتت الحرب على كل شيء، وقضت على منطقة كاملة متطورة متقدمة وجعلتها أثرًا بعد عين، ولكن الله الحليم الكريم سلم، فحسر عنها غوائل الغادرين وكيد الكائدين، وبارك جهود المكافحين الذائدين عن الحوزة والحمى، وثبت أقدامهم: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126] .

وإنا لنرجو أن يرفع الله الأصر على الأسرى والمحتجزين كي يعودوا إلى بلدهم ويقوموا بشرف الإسهام في إعادة بناء وطنهم آمنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015