وفي نفس هذا السياق، لا يفوتنا أن نندد وبشدة بالمجازر الوحشية التي يتعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك على أيدي الجيش الاتحادي اليوغسلافي والميليشيات الصربية، وكذلك انتهاك حقوق الإنسان في كشمير وبورما والفلبين، وبصفة خاصة تلكم الممارسات اللاإنسانية التي تقترف في القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حيث فاقت الجرائم الإسرائيلية الإحصاء.
إن الانطباع ينمو بأن النظام العالمي الجديد الذي حظي بوافر المديح، جاء ليواصل الصراع الذي قاده الغرب ضد الشيوعية والأنظمة الاستبدادية التي فرضتها، ولكن وبعد زوال هذه الأنظمة أصبح الإسلام والمسلمون هم المستهدفين لهذا الصراع، وإلاَّ فكيف نفسر التدخل المحتشم إن لم يكن التعتيم الذي يفرض على الصراعات التي يكون المسلمون طرفًا فيها.
وفي هذا المقام يسرني أن أتوجه بأسمى عبارات الإكبار والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين للاهتمام الذي ما انفك، حفظه الله، يوليه لكافة القضايا والمسائل المتعلقة بمصالح المسلمين وازدهارهم.
كما يطيب لي أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة أسمى آيات الشكر والعرفان وأن أنوه مرة أخرى بما تحظى به منظمة المؤتمر الإسلامي وكافة أجهزتها من رعايته الكريمة ودعمه السخي.