إني لأشعر بفرح واعتزاز، لأن انعقاد هذه الدورة السابعة يتم بعد حدث هام، ألا وهو تحرير أفغانستان من يد البغي والظلم بعد كفاح مرير دام نحو أربع عشرة سنة بين المجاهدين الأفغان الأقوياء، بما أوتوا من إيمان بالعزيز القدير، وبين قوى العدوان، وأنتهز هذه المناسبة لأتقدم بأحر التهاني إلى إخواننا المجاهدين في أفغانستان الحرة ولكافة شعب أفغانستان.
إن الأحداث المؤسفة التي أعقبت تحرير هذا البلد المسلم، والتي تميزت بقيام صراع بين الإخوة من مختلف فصائل المقاومة، تحول دون تمتع الشعب الأفغاني المثخن بجراح حرب، طالما فرضت عليه، بثمار هذا النصر المبين.
وعليه، فإنه لا يسعني في هذا المقام إلَّا أن أجدد النداء إلى كافة القادة الأفغان، كي يتجاوزوا خلافاتهم ويندفعوا بعزم وإصرار في درب المصالحة الوطنية، التي ستمكنهم من النهوض بتلكم المسؤولية الجسيمة، ألا وهي إعادة بناء بلدهم. لقد تألم الشعب الأفغاني بما فيه الكفاية من الانتهاكات التي فرضها عليه الجيش السوفيتي المحتل والنظام الذي نصّبه هذا الجيش، إن الأمة الإسلامية لا تستطيع أن تستسيغ اليوم مهما كانت المبررات إطالة الألم على الشعب الأفغاني المسالم من قبل المجاهدين أنفسهم.