فليس أَرْوَحُ للمسلم، ولا أَقرَّ لعيِشه، ولا أهدأَ لِباله، من أن يعيشَ في ظلِّ مجتمع صالح، تسودُ فيه مبادئُ الشريعِة الإسلامية الخالدة الداعيِة برحمةٍ ورِفْقٍ إلى إنقاذِ البشريِة من ظلامِ الكفِر والتخبط إلى نوِر الإيمانِ وهُدى الإسلام.

أيها العلماء الأجلاء:

إن الإسلام يُغْزى اليوم في كل ميدان سياسيًّا واقتصاديًّا وفكريًّا، وعداوةُ أعدائه لَه عدواة شرسةٌ دائمةٌ لن تنقضي إلى يوم الدين.. مصْداقًا لقوله تبارك وتعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217] .

فلا بد من حشدِ جميع القوى والطاقات لمواجهةِ أعداءِ المسلمين الحقيقيين لا إزْهاقَهَا في خلافاتٍ جانبية أو فَتْح جَبَهاتٍ في الصفِّ الإسلامي تُذْهِلُهُ عن معركَتِهِ الكبرى وتُعْشِي بَصَره عن عدوِّه الحقيقي الذي لا تغفُو عيناهُ لحظةً واحدةً.

ونخشى أن تشتَدَّ ضراوةُ المسلمين بعضُهم على بعض، وأن يقسو بأسُهم فيما بينهم إذا اختلفوا في رأي أو فُتْيا، بل في أمرٍ ثانوي ليس من أُسس العقيدةِ أو أركانِها، ونَسمعُ عندئذٍ صيحاتِ التكفيِر والتفسِيقِ، والتجهيلِ والتضليلِ، والقذفِ والتبديع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015