العمارة بها متصلة إلى دجلة بينهما (القرية) محلة معروفة اهـ.
فأين هذا من قول الكاتب: بناها بشير الدولة وساحتها كبيرة حتى السوق المتصل بالجسر والمسجد الواقع بفوهته كان من متممات المدرسة المذكورة!!! وكيف التوفيق بين قوله: أفل نجم المعهد بسبب غرق بغداد سنة 454 هـ وأذهب بجمالها (كذا) البرد الكبير الحجم الذي سقط سنة 466 هـ وقوله أيضا أن أحد معيدي الدرس فيها كان ابن عكبر المولود سنة 640 هـ وبين ما قاله ابن الفوطي إنه شرع ببنائها سنة 649 هـ. إن ذلك كله لأمر غريب.
أما مدرسو البشيرية فقد ذكرهم ابن الفوطي أيضا بقوله: وفي سنة 665 هـ درس بها نظام الدين عبد المنعم البندنيجي. وفي سنة 668 هـ. . . ثم تقدم بترتيب الشيخ نور الدين علي الاطلبي الحنفي مدرسا بالبشيرية عوضا عن فخر الدين الطهراني المتوفى في السنة الماضية. وقال: وفي سنة 677 أعيد صدر الدين محمد بن شيخ الإسلام الهروي إلى
القضاء في الجانب الغربي من بغداد وتدريس المدرسة البشيرية فبقي على ذلك مدة شهرين وأصبح ميتا. وفي سنة 682 نقل مجد الدين علي بن جعفر من التدريس بالمدرسة النظامية إلى المدرسة البشيرية: وقال الصفدي في نكت الهميان ص 101: أحمد بن عبد السلام بن تميم بن عكبر. . . الشيخ الإمام العالم الكامل الخير الناسك الورع التقي المعمر نصير الدين أبو العباس البغدادي الحنبلي أحد المعيدين لطائفة مذهبه بالمدرسة البشيرية بالجانب الغربي من بغداد إلى آخر ما ذكره الكاتب وقد ظن الكاتب حفظه الله: إن عكبر بيت من بيوتات بغداد الشهيرة وهو أبو المعيد المذكور فقال: إنه من أشهر بوتيات (كذا) بغداد ولم يعلم أن عكبر: بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا بينها وبين بغداد عشرة فراسخ والنسبة إليها عكبري وعكبراوي (معجم ياقوت) أما قبره فليس له أثر اليوم ليزار. وقد نسب غير هذا المعيد كهذه النسبة.
أما تقاضي الخدم والإمام رواتبهم من دائرة الأوقاف فغريب في بابه إذ أن الدوائر التي يراها الكاتب اليوم لم تكن في ذلك العصر حتى قبل سنة 1285 هـ. بل لم تكن إلا المحكمة الشرعية وفيها يرى كل ما يتعلق بالأحكام وبيع الأملاك وشرائها ووقف الأملاك والصرف عليها إذ أن المحكمة المشار إليها كانت الدائرة