الوحيدة في بغداد يرى فيها كل ذلك كما يفهم مما في سجلاتها من المعاملات، وقد رأيت فيها الوصولات التي تعطى مقابل الرواتب المخصصة بالأئمة والخطباء وكان يعضد هذه المحكمة مجلس يدعى (بمجلس التمييز) وبقي هذا إلى تنظيم العدلية سنة 1285 أي عند مجيء مدحت باشا وتوليته ولاية بغداد وعندئذ عرفت هذه الدوائر ونظمت هذه المجالس والمحاكم فلم أدر من أي دائرة أوقاف كان يتقاضى خدام مسجد داود باشا؟ أما نظارة جد الكاتب (محسن أفندي) على الأوقاف فإنها كانت على مجلس الأوقاف الذي تديره المحكمة الشرعية بصرف المبالغ للتعمير ودفع رواتب الخدم وغيرها، وإن لم يصدق ما أقول فعليه بمراجعة سجلات المحكمة:
ثم إن داود باشا أمر بتعمير السيف المذكور سنة 1236 كما يفهم ذلك من التاريخ المحرر في صدر بابه الشرقي وكمل بناؤه سنة 1240 وكان يعرف قبل تعميره ب (العلوة) كما تنطق بذلك الحجة الوقفية: أما المسجد الذي يليه فقد أخرج من السيف ولكن لا كما قال إن داود باشا باشر بناءه بنفسه: إذ إن سطوة الباشا وجبروته في ذلك اليوم، واستقلاله بالحكم
مشهورة ومسطورة في التاريخ ولم يسمع إنه لما بنى مسجده الجامع ومدرسته التي طاولت قببه السماء وناطحت مئذنته القبة الزرقاء باشر بناءه بنفسه ولم يسمع أيضا إنه وضع الحجر الأساس له بنفسه كما جرت العادة في تشييد الأماكن الفخمة الضخمة فضلا عن أن البناء هو حجرة صغيرة من حجر السيف!!!
وقد اشتبه الأمر على الكاتب فعرف الصالحية بالبستان الذي أوقفه عبد القادر أبن الحاج صالح على أولاده حوالي سنة 1270 هـ ولم يدر أن هذا البستان لم يشتهر أسمه بين البغداديين إلا بعد الاحتلال البريطاني لبغداد بعد أن فتحت الجادة التي تحاذيه وعقد الجسر الذي سموه باسم الفاتح (مود). أما محلة الصالحية التي ذكرها ياقوت في معجمه وقال عنها إنها محلة ببغداد وتنسب إلى صالح بن منصور المعروف بالمسكين. فلم يعين محلها ولم يدر هو أيضا أهي بالجانب الشرقي أو بالغربي من بغداد ولم أدر أنا أيضا ما أراد الكاتب بقوله ولا بد من ذكر الصالحية ووصفها بما كانت عليه سنة 446 هـ وخص لصم هذه