ويقول فيه: "وفيه الشعث الشجيات، فشدد ياء الشجي، وإن كان أهل اللغة قد قالوا: ياء الشجي مخففة، وياء الخلي مشددة (?) ، وقد اعترض ابن قتيبة على أبي تمام الطائي في قوله:
أيا ويح الشجيِّ من الخليِّ ... وويح الدمع من إحدى بَليّ
واحتج بقول يعقوب في ذلك، فقال له الطائي: ومن أفصح عندك: ابن الجرمُقانية يعقوب، أم أبو الأسود الدؤلي حيث يقول:
ويل الشجيِّ من الخليِّ فإنه ... ... وَصِب الفؤاد بشجوه مغموم
قال المؤلف: وبيت مطرود أقوى في الحجة من بيت أبي الأسود الدؤلي، لأنه جاهلي محكَّك، وأبو الأسود أو من صنع النحو، فشعره قريب من التوليد" (?) .
هنا يظهر أن أبا تمام متأثر بأبي الأسود الدؤلي، ولكن بقي السهيلي يرى في الشعر الجاهلي المثل الأسمى للشعر العربي، واستشهد به بما يؤيد وجهة نظر أبي تمام الطائي في تشديد ياء الشجي والخلي.
ثالثا: السرقات الشعرية
شغلت السرقات الشعرية النقاد القدامى والمحدثين، وهي من أهم موضوعات النقد الأدبي، وتبرز قدرة الشاعر وأصالته (?) ، وقد عرض لها السهيلي، من ذلك ما ذكره عند قول أنس بن زنيم الديلي يعتذر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: (?)
تعلم رسول الله أنك مدركي ... ... وأن وعيدا منك كالأخذ باليد
قال: "ومعناه من أحسن المعاني، ينظر إلى قول النابغة:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيف حجن في جبال متينة ... تمد بها أيد إليك نوازع