بهاليل منهم جعفر وابن أمه ... ... علي ومنهم أحمد المتخير
وبين قول أبي نواس في نفس المعنى، فقال: "البهاليل: جمع بهلول، وهو الوضيء الوجه مع الطول، وقوله: [منهم أحمد المتخير] : فدعا به بعض الناس لما أضاف أحمد المتخير إليهم، وليس بعيب، لأنها ليست بإضافة تعريف، وإنما هو تشريف لهم حيث كان منهم، وإنما ظهر العيب في قول أبي نواس:
كيف لا يدنيك من أمل ... ... من رسول الله من نفره
لأنه ذكر واحدا، وأضاف إليه، فصار بمنزلة ما عيب على الأعشى:
شتان ما يومي على كورها ... ... ويوم حيان أخي جابر
وكان حيان أسن من جابر، وأشرف، فغضب على الأعشى، حيث عرفه بجابر، واعتذر إليه من أجل الروي، فلم يقبل عذره، ووجدت في رسالة المهلهل بن يموت بن المزرع، قال: قال علي بن الأصفر (?) : وكان من رواة أبي نواس، قال: لما عمل أبو نواس:
* أيها المنتاب عن عفره *
أنشدنيها، فلما بلغ قوله:
كيف لا يدنيك من أمل ... ... من رسول الله من نفره
وقع لي أنه كلام مستهجن في غير موضعه، إذ كان حق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضاف إليه، ولا يضاف إلى أحد، فقلت له: أعرفت عيب هذا البيت؟ فقال: ما يعيبه إلا جاهل بكلام العرب، وإنما أردت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من القبيل الذي هذا الممدوح منه، أما سمعت قول حسان بن ثابت شاعر دين الإسلام:
ومازال في الإسلام من آل هاشم ... دعائم عز لا تنال ومفخر
بهاليل منهم جعفر وابن أمه ... علي ومنهم أحمد المتخير" (?)