مجله المقتبس (صفحة 6731)

بعض الشئ على المؤلف في ترجمة بعض من اوردهم لأنهم ليسوا في الدرجة المطلوبة من الفضل والأدب وأنما أضطرت الحال إلى التعرض لهم والثناء عليهم ولو كان اقتصر على المبرزين في عصره في الأدب والشعر على قلتهم لجاء كتابهم امتع وانفع فيما نرى وما نظن بعض الشعر الذي اورده في كتابه فكبرفيه حجمه وهو يرضى عنه وعن مثله.

وهاك نموذجاً آخر من نثر المؤلف وشعره فمن فصوله القصار ذكرها في خاتمة كتابه قوله: في الأحاديث صحيح وسقيم ومن التراكيب منتج وعقيم للنفوس صبابة بالغرائب وإن لم يكن من الأطايب الروض إن لم يشكر الغمام بعرفه ففي وجهه شاهد من عرفه شفاعة اللسان افضل من زكاة الأنسان. ليست الأذناب كالأعراف ولا الأنذال كالأشراف إذا صحبت فأصحب الأشراف تتل الشريف فإن المضاف يكتسب من المضاف إليه التنكير والتعريف السلعة على قدر الثمن والحركة على قدر تنشيط الزمن أعمار الكرام مشاهرة وأعمار اللثام مداهرة. أععجب الأشياء فاسق يبحث في الحلال والحرام وآلمها للقلب جالسة اللثام للكرام. مثل ما يروج من الأشعار عند من لا يدري ميزان الأشعارمثل الأعاريب لم يروا خبز الحنطة فيكبرون خبز الشعير والقوم لم يروا لجة البحر فهم يعظمون ماء الغدير.

وقال من أرجوزة له في الأمثال:

إن اللبيب يعرف المزايا ... وكم خبايا لحن في الزوايا

ورب جاهل لقد تعلما ... لا ييأسن نائم ان يغنما

من غنم الفرصة أدرك المنى ... ما فاز بالكرم سوى الذي جنا

الناس أخوان وشتى في الشيم ... وكلهم يجمعهم بيت الأدم

فالبعض منها كالغذاء النافع ... والبعض كالسم الزعاف الناقع

وهكذا بعض الذوات روح ... والبعض منها في الحشا قروح

ورب شخص حسن في الخلق ... وهو أشد من شجى في الحلق

والدهر صرافله تصريف ... يروح فيه النقد والزيوف

لذاك ضاعت خلص الأحرار ... كضيعة المصباح في النهار

تعادل الفاضل والمفضول ... عرفنا الفضل من الفضول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015