أهل الفضل تنظمهم في سلك وتنزلهم فيما أنالها الله من ملك وملك وقد أمنت بحمد الله من الصايل وحمدت فيها البكر والأصايل ولها الخطوة التامة والمحاسن الخاصة إلى الخيرات العامة مع اللطافة المشربة بالغضارة والطلاقة المسكنة من مفاضل النضارة فهي قيعة الظل الأبرد وكناس الغيد الخرد ومهوى هوى الغيث الهاتن ومأوى اللفظ الساحر واللحظ الفاتن وبها المباني الشم الأنوف والقصور الجمة الحلي والشفوف رياضها وريقة أريضة وأهويتها صحيحة مريضة ومرابعها مراتع النواظر ومطالع المسرات النواضر تصبو النسمات إلى مسارحهاالرحاب وتبكي شوقاً إليها جنود السحاب ولعهدي بها إذ أخذت بدائع زخارفها ونشرت طرائف مطارفها وقد ساقت إليها أرواح الجنائب زقاق خمر السحائب فسقت مروجها مدام الطل فنشأ على أزهارها حباب كاللؤلؤ المنحل هناك رأيت كل شعب يحدث من شعب يران وكل منظر يتجلى عن أشكال من الزهر والألوان.
بسطت فوقه برود ربيع ... عندما زاره وفود الشمائل
خط فيه كتاب توحيد ربي ... نقطة النور والمياه الجداول
فتلته طيوره دراسات ... وأعادته مفصحات المنادل
أغنت السمع عن مراء جدال ... راميات لثقل حمل الدلائل
إلى آخر ما وصف به دار الخلافة العثمانية وقد أورد من أدبائها وشعرهم محمد بن لطف الله وعبد الباقي بن محمد الشهير بعارف والسيد عبد الله المعروف بابن سعدي وعبد اللطيف المعروف بانسي وشيخ الإسلام زكريا بن بيرام وولده شيخ الإسلام يحي وعلياً المعروف برضاي سبط المفتي زكريا ومحمد بن بستان المفتي وشيخ الأسلام أسعد بن سعد الدين محمداً البهائي وحسين ابن محمود المعروف باخي زاده وعبد الرحمن بن حسام المفتي وفيض الله بن القاق وعماد الدين بن أحمد طاش كبري قاضي العسكر والنقباء والأجلاء.
وفي تراجم الشعراء وقصائدهم ورسائلهم التي أوردها الشاميين والحلبيين والعراقيين والحجازيين والمصريين والمغاربة نموذج صالح فيتصورات تلك الأقاليم وما كان يغلب عليهم وأسلوبهم في غزلهم وأماديحهم وأهاجيهم والغزل كثير وهذا الكتاب ومن الشعر ما لا تستطيبه النفس وليس فيه من المزايا إلا أنه موزون لكن معناه مبتذل وقد ظهر التكلف