الشعوب تنبئ فيه أن هذا الدور الذي نحن الآن فيه يكون فيه أدهش الحروب مستنداً في دعواه على منسوب مياه الأرض فإنها تختلف بموجب قانون لا يتغير بين طرفين متباينين: ألفيضانات الكثيرة واليبوسة والجفاف.
وللوصول من طرف إلى آخر يقتضي من الزمان 11. سنوات أي نصف الزمن اللازم وهو 22. سنة التي تتم فيها حركات بعد الإبرة من خط نصف النهار وتتبدل الحرارة في الأقاليم الشمالية وهذا الدور من 11. سنين ينقسم إلى أربعة أدوار مختلفة كل دور 28 سنة اثنان منها تمثل الأكثرية واثنان منها تمثل الأقلية فأدوار الجفاف على حسب رأي المهندس المومأ إليه تولد الحرب وأدوار إدرار المياه تبشر الإنسانية بدور ارتقاء في المدنية والدور بحد ذاته يختلف طولاً وقصراً في الحرب والمدنية على معدل حدود الدور المقابل لها فقد حدث دور جاف عظيم من سنة 1737 إلى 1765 وكان ذلك عهد الحروب، فر بدر بك الكبير واتبع ذلك الدور من سنة 1765 إلى 1793 وقد علا منسوب الماء كثيراً فكان فيه العصر الذهبي في الآداب والارتقاء العام لراحة الإنسانية وعلى العكس في الدور التالي بين 1693 و1821 وقد بلغ الجفاف حده فيه فجرت في خلاله الحرب العامة على عهد نابليون ومن سنة 1821 - 1848 وهو عهد رطوبة كان ارتقاء الحضارة على قدم نشاط يسير في ظل السلام واتبع هذا الدور عهد الجفاف فوقعت فيه حروب 1848 - 1876 ثم جاء دور الرطوبة من سنة 1876 - 19. 4 وفيه تمت مدهشات الارتقاء الذي نعرفه وقد تنبأ المهندس المومأ إليه سنة 1897 أن عهد الجفاف من سنة 19. 4 - 1932 سيكون طافحاً بالحوادث ولكنها تأتي على شدتها بين سنتي 191. - 192. فحرب روسيا واليابان وحرب البلقان والحرب العامة الحالية تؤيد كلام هذا المتنبي. ومن رأيه أن عهد الرطوبة يبدأ سنة 1932 وينتهي سنة 196. فيكون دور علم وحضارة ولكنه لا يفوق ما وقع من أمثاله بين سنتي 1876 - 19. 4 ومن سنة 196. إلى 1988 يبدأ أيضاً دور الحروب وتبقى مع ذلك في حد معين وسط فتأمل.
مدارسنا ومدارسهم
كتب خالد ضيا بك الكاتب العثماني الشهير مقالة في إحدى صحف الأستانة قال فيها:
أن أمور المعارف في ألمانيا معدودة من الشؤون الداخلية وعليه فإن هذه الإمبراطورية