للجمهور أن يراقبه. ويحظ عليه أن يعمل تحت نور المصباح حتى لا يعمل عملاً رديئاً ويمنع من استعمال مواد أخرى أو عمل أشياء تخالف القدر الذي أمر به القانون فالصياغ مثلاً لا يطلون الذهب بالفضة وصناع التماثيل لا يستعملون إلا أجناساً مخصوصة من الخشب وإذا كان ثوب الجوخ أكثر أو أقل عرضاً من مقياس المقرر يصادر ويغرم صانعه ويحتفظ أهل الصنعة بشرفهم وشرفهم أن يبيعوا إلا بضائع حسنة السرد والتقدير ولذا كان يراقب بعضهم بعضاً أشد المراقبة ثم أنهم يعضدون بعضهم بعضاً أمام الغرباء وأمام سائر أرباب الحرف وليس لأحد في المدينة الحق أن يصنع سلعة أو يبيعها إلا معلمو الصناعة فيغرم كل رجل يفتح دكان خياط قبل أن يقبل في صناعة الخياطين وتغلف دكانه فحق عمل شيء من الصناعة وبيعها ملك خاص لأهل تلك الصناعة فالخياطون يمنعون باعة الخلق (الأسمال) من بيع ثياب جديدة لأن لهم وحدهم الحق في عمل ذلك وما عمل باعة الخلق إلا أن يبيعوا ألبسة عتيقة وصانعوا اللحم يتقاضون عَلَى السروجيين ليمنعوهم من عمل اللحم وذلك لأن صناعات القرون الوسطى كانت تحاذر من المنافسة كثيراً.
وأهم أرباب الحرف هم الخبازون والقصابون والحاكة والصباغون والبناؤون والدباغون وصانعوا الأسلحة والنجارون وعدد الصناعات متوقف عَلَى مكانة المدينة وليس في كثير من المدن الألمانية سوى 18 أو 20 صناعة وكان في باريز زهاء مئة حرفة وذلك لأن عدة صناعات مختلفة يمكن جمعها في صناعة واحدة أو أنه يتيسر تجزئة الصناعة الواحدة إلى عدة حرف (في باريز مثلاً ثلاث حرف لصناعة السبحات).