كثر بيع الأسرى السلافيين في بلاد ألمانيا كلها حتى أصبحت كلمة سلافي في الإفرنسية والألمانية مرادفة لكلمة عبد وبقيت كذلك وقد باد الوانديون (ولم يبق منهم إلا بقايا لجأوا إلى مستنقعات سبرى وعاد البروسيون والليفونيون رعايا هكذا فتح العنصر الألماني ثلاث ولايات جديدة براندبورغ وبروسيا وليفونيا).
الاستعمار الألماني - كانت السهول العظيمة من نهري الأودر والفيستول منخفضة رطبة ومغشاة بغابات وسط البطائح فولاية براندبورغ (رملة ألمانيا) لم تكن غير صحراء كئيبة من الرمل ولا يزال الرمل إلى اليوم عندما يهب الريح يسد أبواب البيوت وعند شيخ البلد في أرض فلامن مفاتيح عين البلد يوزع كل صباح عَلَى السكان ما يحتاجون إليه من الماء فاستدعى أمراء الألمان والسلافيون من ألمانيا فلاحين وأرباب صنائع يأتون إن أحبوا لزرع هذه الرمال واستثمار الغابات وتأسيس المدن وأنشأ الألمان يهاجرون عن رضى خلال قرنين وأتت ألوف من السر ألمانية تتوطن في القفار الشاسعة من الشرق كما يذهب الناس في أيامنا لاستيطان صحارى أميركا الشاسعة. فكان الأمير يبيع من أحد الملتزمين قطعة من غابة أو طريدة من الأرض تكفي لإنشاء قرية فيجلب الملتزم فلاحين ويوزع عليهم الأراضي حصصاً حافظاً لنفسه مالاً ويجبيه في أوقات معينة فيكون حاكمهم الوارث إلا أن الفلاحين يبقون أحراراً لأنهم هم الذين أحيوا موات الأرض ويحتفظون بعاداتهم الألمانية. وإذا أريد تأسيس مدينة يقيم لها الملتزم خنادق وحوائط في جهاتها الأربع ويؤسس فيها سوقاً يحفظ لنفسه الحق أن يأخذ منهم رسوماً. جرت هذه الأعمال عَلَى مهل تحت طي الخفاء ولقد شغل مؤرخو تلك الأيام بذكر حروب الأباطرة فلم يفكروا بأن يلموا في الصورة التي جرت في تأسيس ألوف من القرى ومئات من المدن في براندبورغ وبومرانيا وبروسيا وسيلزيا وبوهيميا. ونشأت في الجهة الأخرى من نهر الألب ألمانيا حديثة ألمانيا العاملين والجنود ألمانيا النمساويين والبروسيين الذين آل إليهم فيما بعد أمر جميع أمم ألمانيا القديمة.
المدن الحرة - أسست المدن الرئيسية في ألمانيا حول قصر الملك أو حول بيت أسقف أو أمير فالملك أو الأسقف سيد المدينة والتجار مستأجرون لأن أرض المدينة ملكه وأرباب الصناعات عبيده يعملون له ولرجاله وفرسانه وخدامه يحكمون عَلَى الصناع والسوقة. وكلما نما الشعب يتخلى الملك عن النظر في شؤون السكان حتى انتهت الحال أن لا يتناول