مجله المقتبس (صفحة 5343)

مدن القرون الوسطى

الفتح الألماني - تخلت الشعوب الجرمانية بهجرتها إلى الغرب لتدخل إلى الإمبراطورية الرومانية عن بلاد الشرق لشعوب من عنصر آخر وهم السلافيون (الصقالبة) حتى لقد غدت جميع البلاد الواقع شرقي الألب ملكاً لقبائل من السلافيين وقد صادف القديس بونسياس حتى عَلَى شواطئ الفوادا أناساً من السلافيين هزؤا منه وسخروا وبقي ما وراء ذلك من مستنقعات شواطئ بحر البلطيق شعوباً قديمة (كالبروسيين والليتوانيين والفنلنديين) وهو الشعوب وثنية محاربة ولكنها رديئة السلاح منقسمة إلى قبائل لا قبل لها بالمقامة فشرع الألمان في تنصيرهم وإخضاعهم وأنشأ ملكوك جرمانيا بلاداً عَلَى التخوم وأطلقوا لقومها حرية الحكم كما يشاؤون ومن هذه البلاد نشأت الثلاث إمارات الألمانية الرئيسية وهي إمارة براندبورغ مملكة بروسيا وإمارة ميسني وسط مملكة الساكس والإمارة الشرقية في جنوب مملكة النمسا وأسسوا أيضاً أسقفيات بعثت من قبلها المرسلين.

أخذ التنصر يجري ببطء (من القرن العاشر إلى الرابع عشر) بطرق مختلفة فدان بالمسيحية أمراء الصقالبة في معظم البلاد عَلَى أيدي نسائهم اللاتي تنصرن وحطموا الأصنام وأكرهوا رعاياهم عَلَى قبول الدين المسيحي وكان من يتناول اللحم في الصوم الكبير من أهل بولونيا تقلع أسنانه عقاباً له. وبقى السكان في تلك البلاد صقالبة. ونال زعيمهم الوطني لقب دون أو ملك ويعترف أنه من عمال الإمبراطور ولم تكن معظم هذه الأمم عَلَى شيء من التعصب ولما جاء برنارد الإسباني إلى بومرانيا لينال الشهادة أخذ في تحطيم الأصنام المقدسة فاكتفى الوثنيون بضربه وإذ قد ظل عَلَى الدعوة الدينية اركبوه عَلَى قارب في نهر الأودر قائلين إذا كنت كثير الرغبة فيما أنت آخذ نفسك بسبيله فاذهب لبث دعوتك بين الأسماك والطيور.

وعلى العكس تمرد بعض الشعوب في الشمال فإن الأوبتريين ذبحوا ملكاً يريد أن ينصرهم (1066) وبعد ذلك قام الليفونيون وكان أتاهم الفرسان الألمان وعمدوهم مكرهين يسرعون في أثر الجيش يلقون بأنفسهم في نهر الدونا ليتسلوا من العماد وعلى أولئك أعلن الألمان حرباً أبادوهم فيها وقد فتح قوامسة الرهبنة التوتينية بلاد بروسيا وفرسان حملة السيوف ليفونيا وليستونيا فكانوا يحرقون القرى ويذبحون الرجال ويعودون بالنساء والأولاد وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015