لا يدفع هو وأخلافه إلا جباية معينة دائمة وأمسى من العامة الأحرار وهكذا كلما نالت بعض القرى الجديدة صكوكاً بذلك يقل عدد العبيد. ولم يبق أثر لذلك في بعض الولايات خلال القرن الرابع عشر وبقي من هذا الإصلاح شيء إلى القرن الثامن عشر (ولاسيما في مقاطعات بورغونيا وكونته وأوفرنيا) لكن عَلَى قلة.
ولقد نال من يحررهم سادتهم حريتهم وقضت العادة بأن كل عبد يستطيع مغادرة قريته عَلَى شرط أن يخلع طاعة سيده والسيد يحتفظ بالأرض ويجب عليه أن يطلق سراح خادمه.
معاهد إنكلترا في القرون الوسطى
السكسونيون - كان ينزل جنوبي بريطانيا العظمى منذ القرن السادس أناس من المحاربين الجرمانيين سكسونيين وإنكليزيين الذين كانوا يأتون من سهل ألمانيا الشمالية الواسع المضب (المملوء بالضباب) القاحل بلغو هذه الأرض مسلحين عصابات مع أسرتهم وقد أبادوا الشعوب القديمة أو طرحوها إلى أطراف البلاد إلى جبال كورنوال القاحلة وبلاد الغال وكانوا من الجرمانيين الخلص شقر الشعور زرق العيون ضخام الجسام مفتلي العضلات بيض الوجوه عظاماً في مآكلهم عظاماً في حروبهم يقضون النهار عَلَى المائدة (في قصور ملوكهم أربع وجبات من الطعام كل يوم) فيزدردون أبقاراً برمتها ويشربون شراب العسل ملء أوانيهم كما يتعاطون شراب العسل المخمر الذي يسكر أقوى الرجال ومتى طفحوا يغتنون بملاحم محاربيهم يحبون الحروب حتى أنهم لما انتصروا أيضاً كانوا يحبون أن يموتوا والأسلحة بأيديهم. قال الدوق دي نور تومبرلاند وهو عَلَى فراش المرض: أي عار علي يلحقني إذا أنا لم أمت في الحروب التي خضت غمراتها وأن أموت كما يموت البقر ضعوا لي درعي وسيفي وخوذتي وترسي وفأسي المذهبة حتى يموت المحارب العظيم وهو في حالة القتال.
ولقد كانوا يقتتلون سكسونيهم مع سكسونيهم والأقرباء بعضهم مع بعض. رأينا توستي أخا آرولد في القرن الحادي عشر مغاطباً من نيل أخيه الحظوة من الملك ذاهباً إلى أحد القصور الملوكية حيث كان أدب آرولد مأدبة ويقتل خدمة آرولد ويقطع رؤوسهم ويبتر أعضاؤهم ويجعلها في أواني الجعة وشراب العسل ويبعث إلى الملك يقول له: إذا قصدت قصرك تجد فيه زاداً طيباً من اللحم المملح. وبذلك يعد رجال تلك الأحقاب شجعاناً