بعضهم بشقه عصا الطاعة أو بأدائه مبالغ باهظة يتوصلون إلى أن يناولوا من سيدهم وعوداً يسجلونها في صك فكان السيد يقول إنني أعلم الجميع إنني أمنح أهل مديني العادات الآتية وذلك بأن يدفعوا إلي من الآن فصاعداً المبلغ الفلاني كل سنة في وقت كذا وأتعهدهم بأن لا أتقاضاهم شيئاً غيره. وجرت العادة في هذا الصك أن يشفع بقائم الغرامات مثل قولهم من يضرب غيره بجمع كفه يؤدي إلى 3 سولات غرامة ومن يلبطه برجله يدفع خمسة وإذا سال دمه سبعة ومن يستل مدية أو حساماً بدون أن يضرب بها يؤدي 60 سولاً وإذا ضرب عشر ليرات ومن يبصق عَلَى غيره يسمى أجذم ويدفع لي 7 سولات الخ ويشترط أحياناً أن لا يعد الدم الذي يجري من الأنف دماً مسفوحاً وأن الأولاد في سن الثانية عشر ونازلاً إذا تضاربوا لا يغرمون ومن شأن الصك أو العهد أن يحدد كل التحديد مبلغ الغرامة أي ما يحق للسيد أن يتقاضاه عن كل خطأ يرتكب. وإليك الصورة التي عرف بها أحد رؤساء الأديار في القرن الثاني عشر واسمه كيبردي نوجان هذا العقد الذي عقد بين المدينة وسيدها: إن لفظة مديرية من الألفاظ الجديدة الممقوتة ومعناها أن العبيد يدفعون مرة في السنة فقط إلى سيدهم الدين المعتاد لقاء عبوديتهم له وإذا ارتكبوا بعض الذنوب لا يؤدون سوى غرامة معينة من قبل أما سائر السخرات والتكاليف التي تتقاضى في العادة من العبيد فإنهم يعفون منها بتاتاً. وهذه العادة في تعيين الواجبات نحو سيدهم تسمى عادات وحرية أو تحريراً. فقد عنيت جميع المدن أن تنال مثلها فبدأت الحركة في أواخر القرن الحادي عشر في مدن الجنوب وفي الشق الآخر من فرنسا في إقليمي فلاندر وبيكارديا حيث كان التجار الذين يغتنون من التجارة ومنها امتدت إلى أوربا بأسرها بحيث أنه لم ينقض القرن الرابع عشر حتى لم تبق بلاد لم تحصل عَلَى حريتها.
المديريات - كان في المدن عدة ضروب من السكان وأرباب الصناعات والعملة المرتبين بحسب حروفهم ومهنهم وتجار وبيوت لها شيء من الغنى تعيش به بدون أن تعمل ويدعى مجموعهم البورجوا أي سكان مدينة حصينة (بروج) وهم محافظون عَلَى الاعتصام بطاعة سادتهم ولكن بحسب الشروط المذكورة في عهداتهم وهذه الشروط تختلف اختلافاً كثيراً. فلم يكن لهؤلاء السكان في معظم المدن من الحقوق إلا أن يعينوا أناساً منهم يسمونهم أهل الحشمة وهؤلاء هم نصحاء وكيل السيد ويعينونه عَلَى جباية الضرائب. أما في المدن التي