إنكلترا وبرج سان جاك في فرنسا وسان أوان في روان. واعتاد القوم أن يزهدوا في الطرز الغوتي المتلألئ وأن يعدوه إفساداً للطرز الغوتي الخالص. لا جرم أن أجمل الكنائس بناء هي من العهد الأول لاختراع الطرز الغوتي ولكن معظم الدور الجميلة هي من بناء القرن الخامس عشر.
صفة البناء الغوتي - لم يتفق الناظرون عَلَى التأثير الذي ينشأ من الكنائس الغوتية فإن معظم الزوار تملك عليهم مشاعرهم بما يروه من جلال تلك العقود العالية والسواري الصغيرة كالغابة بكثافتها وهي في الجو محلقة وبمنظر هذه القباب للأجراس المحددة والأوراق المعوجة والغيلان المتخيلة والأنوار التي ترسل من خلال الزجاج الملون وقفص الحجر والزجاج الذي يظهر أنه لا يقوم إلا بمعجزة كل ذلك مما يحدث اثر صناعة قابلة العطب ومخالفة للطبيعة واجتهاد قوي لبلوغ السماوات العلي. ومن هنا نشأ هذا الرأي الشائع وهو أن الهندسة الغوتية هي نتيجة سامية لعصر متألم تعذبه الحاجة إلى اللانهاية. ويقول بعض أهل هذه الصناعة أن هذه الهندسية عَلَى العكس تمتاز بنظامها المعقول وترتيبها المدقق في أطرافه وأعطافه والتأثير العام الذي يحدثه تأثير حياة قوية راقية فيها البهجة والأنس.
التوسع في الحريات السياسية وارتقاء الطبقات النازلة
تحرير المدن
صكوك التحرير - معظم مدن فرنسا قرى قديمة يملكها أحد السادة عَلَى ما استبان من أسمائها فأن (فيل) (المدينة) أو في معناها المحلة حتى أن المدن التي يرتقى عهد تأسيسها إلى الرومان قد سقطت في أيدي أساقفتها (مثل أمين ولاون وبوفي) أو في يد الملك (مثل أورليان وباريز) أو في أيدي بعض الأمراء (مثل أنجر التي كانت للكونت دانجو وبوردو للدوق أكيتين) فكان السيد أو وكيله يحكم كما يحكم السيد عَلَى سكانه فيكرههم عَلَى أداء المال ويقضي بينهم ويحكم عليهم وكثيراً ما يأخذ منهم بضائعهم أو يوفقهم بدون سبب لأنه كان القاضي فيهم وحده. وكانت المدن في القرن العاشر حقيرة للغاية لا تمتاز عن القرى إلا أنها محاطة بسور.
غدا السكان في القرن الثاني عشر أكثر غنى فأخذوا يرغبون في النظام المرتب واخذ