مجله المقتبس (صفحة 5330)

باريز من أملاك ملك فرنسا (وربما كان ذلك في كنيستي سان ديني ونويون) ومن هنا انتشرت في أنحاء فرنسا كافة ثم في سائر بلاد أوربا وكانت هذه الطريقة هي المعول عليها منذ القرن الثالث عشر إلى أواخر القرن الخامس عشر في كل من فرنسا وألمانيا وإنكلترا. وأخذ المهندسون الإيطاليون في القرن السادس يبنون عَلَى مقال القدماء فنازعوا بذلك هندسة القرون الوسطى نزاعاً شديداً إذ كانوا اتخذوه بمثابة اختراع للبرابرة الذين داهموا إيطاليا وهم الغوت فقد سموه الغوتي وبقي هذا التعبير لتحقير هذا الطراز من البناء يطلق عليه. وليس من ينكر اليوم أن الهندسة الغوتية هندسة متانة وإبداع فأجمل كنائس القرون الوسطى مثل كنيسة نوتردام دي باري وكاتدرائيات ريمس ولاون وأمين وبوفي وكولون وستراسبورغ وبال وفريبورغ كلها كنائس غوتية.

الطراز الغوتي المدني - استعملت الهندسة الغوتية بادئ ذي بدء للكنائس ثم استعملت في لأبنية الأخرى. ففي القرن الرابع عشر والخامس عشر خصوصاً نهض بعض السادة وأغنياء المدن فبنوا لنفسهم قصوراً وفنادق وبنت المدن مجالس بلدية ولا يزال كثير من هذه الأبنية باقياً إلى اليوم أثراً باهراً من آثار الهندسة ففي إقليم الفلاندر مجالس البلديات في بروج وإيبر وأدونارد وفي فرنسا قصر العدلية في روان ونزل جاك كور في بورج. وأهم ما في هذه الأبنية المدنية مقدم البناء فهي في المجالس البلدية تشبه مقدم بناء الكنيسة والمرقب يوم مقام قبة الجرس وواجهة الفنادق خاصة تطل في العادة عَلَى عَلَى فناء داخلي ويفصل بين النوافذ صليب من الحجر (ومنه اشتق اسم المشبك) وهي مزينة بأبراج صغيرة من الورق وقد فتحت في السقوف طيقان بديعة والأجنحة والأبراج عَلَى شكل حقة الفلفل وهي في جميع الزوايا بارزة عن الواجهة والزوايا كلها مزدانة بتماثيل صغيرة وداخل الحجر مزين بغصون أو صور منقوشة بألوان جميلة. وربما لم تعمل أبنية كهذه في البهجة واللطف.

الطرز الغوتي المتلألئ - كلما تقدمنا نحو أواخر القرون الوسطى رأينا الكنائس مغشاة برسوم ونقوس منوعة بديعة وأكثرها في الاستعمال ورق الملفوف المعوج اعوجاجاً غريباً فالكنيسة كانت وإحالة هذه تشبه وشياً من الحجر وهذا ما يسمونه الغوتي المشعشع شاع في القرن الخامس عشر خصوصاً وأهم ما صنع منه في ذاك العصر كنيسة وستمنستر في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015