مجله المقتبس (صفحة 5329)

هندسة رسم البيكارين - بدأ المهندسون الذين بنوا الكنائس نحو القرن الثاني عشر يستعيضون عن العقود المدورة بعقود عَلَى رسم البيكارين. وقد احدث هذا الاختراع الذي تيسر به إنشاء عقود أعلى وأخف انقلاباً في هندسة الأبنية. فظل الرسم العام في الكنيسة واحداً: صليباً رجله الصحن ورأسه محرابه (خورس) وبلكن بدلت جميع تفاصيل البناء إذ بنيت العقود كلها عَلَى رسم البيكارين لا عَلَى صورة قوس فارتفع الصحن الوسط إلى علو شاهق وارتفع الصحنان الواطئان أيضاً وأصبحا فنائين حقيقيين. واستغني عن العمد المصمتة التي كانت تمسك العقود بجملة من العمد الصغيرة الخفيفة وجعل فوق الإسناد التي تمسك فوق الحوائط الخارجة زوافر (نصف قناطر) عظمى مارة مثل جسر هوائي فوق الصحن تدعم حائط الصحن الأكبر الأوسط من جهة وإذ كانت القناطر الضيقة موطدة البنيان عَلَى هذه الصورة ساغ أن تكون فروج البناء أكثر علواً وسعة فانفرج الحائط الذي كان في الكنيسة الرومانية يشغل أكثر من نصف الجانبين وجعلت مكانه نوافذ. فغدت النوافذ القسم الرئيسي من الكنيسة وهي عَلَى ضروب منوعة منها نوافذ عَلَى شكل المبضع تستعمل لقباب الأجراس خاصة وهي فروج عظيمة تقسمها عميدات طويلة رقيقة إلى قسمين وتشبه فرجة تتخلل الكنيسة من أعلاها إلى أسفلها والنافذة من الجوانب الخارجة مزينة منقوشة من داخلها وخارجها بتخاريم من الحجر زينت بالزجاج وفوق الأرتجة نافذة عظمى مدورة يسمونها الوردة وهي أيضاً تتخللها تخاريم عَلَى شكل الورد وليس للسواري تيجان بل تنتهي في ذروتها بباقة من الورق معمولة من حجر.

تغشى الكنيسة كلها من داخلها وخارجها نقوش من الحجر فمنها ما هو عَلَى الرتاج والنوافذ فوق الإسناد وفي طرف الزوافر وفي جميع طبقات قبة الجرس ومقدم البناء. ولقد مهر النقاشون فغدوا ينوعون تزييناتهم فكانوا يرسمون أوراق الحجر عَلَى مثال نبات البلاد مثل القراص والعوسج والحسك والورد وعليها مسحة من الظرف وتماثيل القديسين التي لا تزيد الأرتجة والكوى والمشاهد المصورة فوق الرتاج مشهورة بما فيها من الحياة والحقيقة وتمثل الميازيب حيوانات خيالية وشياطين غريبة الصور أو بشعتها معلقة في الفضاء وكل ذلك اختراع غريب مستفيض. وصور القبور ولاسيما في القرن الخامس عشر كثيراً ما تكون من بدائع النقش وقد بدأت هذه الطريقة في البناء نحو القرن الثاني عشر في أرباض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015