يدعون الله تعالى في إذهاب تلك الشدة التي ما عهدوا مثلها وقرأوا صحيح البخاري مرتين والقرآن العظيم مراراً وتوسلوا في رفع ذلك بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
وانهدم في تلك الليلة المتقدمة في بيت الشهاب أحمد المنيني مكانان أحدهما فوق الآخر فسقط الأعلى فوق الأسفل فقتل تحت الردم في الأسفل ستة أنفس من أولاده وعياله جهزهم صبيحة ذلك اليوم ودفنهم جملة واحدة بمرج الدحداح وثلاثة أنفس أُخر سقطت عليهم منارة في محلة الميدان ورجل وقع عليه هلال منارة جامع حسان فقتل أيضاً. وفي تلك الليلة تزلزلت بلاد صفد فذهب أكثر أهلها قتلى وقتل بها من اليهود ألف وثلاثمائة نفس وذهبت حصة عظيمة من بلاد نابلس وقال بها خلق كثيرون وتزلزلت عكا وذهبت حصة من برجها في البحر وطبريا ودير حنا وقلعة الجندل وبلاد الشوف وسائر بلاد الساحل الشامي كصيدا وبيروت واللاذقية ويافا وحيفا وباقي تلك البلاد الشامية ولم يبق في جبل الدروز قرية إلا وأصابها حادث عظيم وبلاء جسيم وتهدمت الخانات على من بها من القفول وفي دمشق قتل ما لا يحصى من الرجال والنساء والذي أصاب مسجد دمشق ما عهد مثله وهذا الزمن الذي حصل فيه هذا البلاء في البلاد في أقل من درجة نسأل الله السلامة من أهوال الحشر والقيامة.
ووافت الناس من سائر الأقطار من الوجه الغربي والساحل يقولون لأهل دمشق احمدوا الله تعالى على ما حفكم به من اللطف فإن الخارجين عنكم لم يسلم منهم إلا القليل وأغاث الله تعالى بكافل دمشق الدستور الأعظم الوزير عبد الله باشا ابن إبراهيم الشهير بجته جي ومتولي أوقاف الجامع المشار إليه شيخ الإسلام علي بن محمد بهاء الدين بن محمد مراد المرادي الحسيني النقشبندي مفتي السادة الحنفية بدمشق فبل الوزير الهمة في إصلاح المنارات ونقض المنارة الشرقية الهائلة التي أعجزت البنائين وأهل الصناعات أن يضعوا أيديهم فيها لما هي عليه من البناء الهائل المتداعي للسقوط وطلبت طائفة البنائين من النصارى أموالاً عظيمة على نقضها وأن يجعلوا لذلك السقايل الهائلة من الأخشاب حولها الأجل النقض فأمر الوزير بقطع الأخشاب ونقلها للجامع فقطع شيءٌ كثير من الغيضة الشهيرة الكائنة بالوادي بدمشق ومن غيرها ونقل إلى الجامع حتى امتلأ خشباً واجتمع جميع نشاري دمشق لنشره قطعاً ضخاماً كل قطعة سمكها مقدار ثلث ذراع أو ربع ذراع