مجله المقتبس (صفحة 4507)

الزلزلة العظمى

في دمشق وأعمالها

قرأت في الجزء السابع من التذكرة الكمالية لجدنا المرحوم الشيخ كمال الغزي هذه الوقعة العظمى فأحببت أن أطلع القراء عليها تتمة لتاريخنا الحديث قال:

إنه في سنة ثلاث وسبعين ومائة والف سادس ربيع الأول الساعة العاشرة من الليل قد رجفت الأرض رجفة مقلقة برياح عواصف ورعود قواصف فطاشت لها العقول وحصل والعياذ بالله غاية الذهول وتخلعت السقوف وتشققت الجدران وهدمت في الشام بيوت لا تحصى وسقطت رؤوس مآذن دمشق فمنها المأذنة الغربية والشرقية من جامع بني أمية وقع منهما في تلك الساعة حصة ومنارة العروس في ذلك الجامع ذهب منها شيءٌ يسير وبقية منارات جوامع دمشق لم يسلم منها إلا القليل وتلتها رجفات وزلازل وفي ثاني يوم من تلك الليلة ضحوة النهار رجفت الأرض وتزلزلت زلزلة شديدة فسقطت من منارة الجامع الشريف الأموي الشرقية جدران الشرقي والشمالي وسمع لها صوت هائل وما من منارة بدمشق إلا وهى بناؤها حتى أن منارة السليمية المحيوية بصالحية دمشق طارت منها حصة وافية وسقطت والجامع المظفري بها أيضاً ومنارة جامع سيباي والجامع المعلق وجامع حسان وجامع الأمير منجك بمحلة مسجد الأقصاب ومنارات الجامع بمحلة الميدان وبقية منارات جوامع دمشق تقصفت ولم يسلم منها إلا النذر القليل وقبة النسر العظمى في الجامع الشريف الأموي تشققت ووهت وتشقق الجدار الشرقي من هذا الجامع ووهى وخرب أكثر دور دمشق وقعت تلك الليلة سقوف وبيوت لا تحصى ووقعت شراريف الجامع المزبور وكان طول كل شرافة مقدار خمسة أذرع على حائط حول سقف الجامع مقدار قامة من جميع الجهات الأربع بحيث أن الشخص إذا وقف على سطح الجامع لا يرى شيئاً من الدور التي حوله فسقطت تلك الشراريف وهدمت بعض الأماكن المجاورة للجامع كدار بني الغزي وحجرة الخلوتية الطباخية بالخانقاه السيمساتية ورمت قبو إيوانها وهذه الأماكن شمالي الجامع وفعلت ببقية جهاته كذلك وفعلت أفعالاً عنيفة في الأحجار وانصدع في الجامع العمود الذي تجاه باب مشهد المحيا الشريف النبوي تجاه العضادة الكبرى وبقت الرجفات والاهتزازات تتوالى ليلاً نهاراً إلى آخر شهر ربيع الأول والناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015