مجله المقتبس (صفحة 4386)

له من جرير. وخذ أطرف هؤلاء الأجناس. وهو سحيم عبد بني الحسحاس. أسيود في شمله. دنسة قملة. لا يواكله الغرثان. ولا يصاليه الصرد العريان. وهو مع ذلك يقول:

وأقبلن من أقصى البيوت يعدنني ... نواهد لا يعرفن خلقاً سوائيا

يعدن مريضاً هن هيجن ما به ... ألا إنما بعض العزائد دائيا

توسدني كفاً وتحتو بمعصمٍ ... عليَّ وترمي رجلها من ورائيا

فأنت تسمع هذه الأسود الشن وادعاءه. وتعلم لو أن الله أخلى الأرض. فلم يبق رجلاً في الطول ولا في العرض. لم يكن هذا الزنمة الزلمة عند أدراك السودان إلا كبعرة بعير. في معر عير. والممنوع من الشيء حريص عليه. مدع فيه. والمدع بما يهواه. كاتم له مستغن ببلوغ مناه. ودليل على ذلك أن المرقش الأكبر كان من أجمل الرجال وكانت للنساء فيه رغبة. وشدة محبة. وكان كثير الاجتماع بهن. والوصول إليهن وله في ذلك أخبار مروية ولم يكن في أشعاره صفة شيء من ذلك. فحسبك بذلك صحة على ما قلناه. فان قال قائل إنما وصفت عن امرئ القيس عيوباً من خلقه لا في شعره قلنا هل أراد بما وصف في شعره إلا الفخر. فإن قال لم يرد ذلك وإنما أراد إظهار عيبه قلنا ما أحمق الناس إذاً هو. وإن قال نعم الفخر قلنا فقد نطق شعره بقدر ما أراد وترجم وترجم عنه قريضة بأقبح الأوصاف فأي خلل من خلال الشعر أشد من الانعكاس والتناقض. وكل ما يخزي من الشعر فهو من أشد عيوبه قال ومن كلام امرئ القيس المخلخل الأركان. الضعيف الأسمكان. المتزلزل البنيان. قوله:

أمرخ خيامهم أم عشر ... أم القلب في أثرهم منحدر

وشاقذ بين الخليط الشطر ... وممن أقام من الحي هر

وهر تصيد قلوب الرجال ... وأفلت منها ابن عمرو حجر

فانت تسمع هذا الكلام الذي لا يتناسب. ولا يتواصل ولا يتقارب ولا يحصل منه معنىً ولا فائدة سوى أن السامع يدري أنه يذكر فرقة من أحباب لكن ذلك عن ترجمة معجمه. مضطربة منقلبة. سأل عن الخيام أمرخ هي أم عشر وليست الخيام مرخاً:

تراه إذا ما جئته متبهللاً ... كأنت تعطيه الذي أنت سائله

مدح بها شريفاً أي شريف فجعل سروره بقاصده كسروره بمن يدفع شيئاً من عرض الدنيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015